والحديث أخرجه مسلم (١) بلفظ: "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًا ... " إلى آخره، أي: مالكًا ومربيًا والرضى خلاف السخط، فإن رضي بالله ربًا تلقى كلما آتاه بالرضى من السراء والضراء، وأفرده بالربوبية، ولم يتخذ من دونه ربًا كما اتخذت اليهود والنصارى أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله؛ كما قال عدي بن حاتم: أتيت رسول الله [١٧/ ب]ﷺ وفي عنقي صليب من ذهب فقال: "يا عدي! اطرح هذا الوثن من عنقك" فطرحته، ثم انتهيت إليه وهو يقرأ: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ (٢) حتى فرغ منها فقلت: إنا لسنا نعبدهم! فقال: "أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه؟ ويحلون ما حرم الله فتحلونه؟ " قال: فقلت: بلى. قال: "فتلك عبادتهم" أخرجه الترمذي، وابن سعد، وعبد بن حميد، وابن المنذر وغيرهم (٣).