[78] فمن تصور هذا علم أن كل عالم يفرض لا يمكن أن يكون الا من هذه الاجسام وان الاجسام لا تخلو ان تكون اما مستديرة فتكون لا ثقيلة ولا خفيفة واما مستقيمة فتكون اما ثقيلة واما خفيفة أعنى اما نارا واما ارضا واما ما بينهما وان هذه لا تكون الا مستديرة أو فى محيط مستدير لان كل جسم اما ان يكون متحركا من الوسط أو الى الوسط واما حول الوسط وان بحركات الاجرام السماوية يمينا وشمالا امتزجت الاجسام وكان منها جميع الكائنات المتضادة وأن هذه الاجسام الاربعة لا تزال من اجل هذه الحركات فى كون دائم وفساد دائم أعنى فى اجزائها وانه لو تعطلت حركة من هذه الحركات لفسد هذا النظام والترتيب اذ كان ظاهرا ان هذا النظام يجب ان يكون تابعا للعدد الموجود من هذه الحركات وانه لو كانت أقل او اكثر لاختل هذا النظام أو كان نظاما آخر وان عدد هذه الحركات اما على طريق الضرورة فى وجود ما هاهنا واما على طريق الافضل
[79] وهذا كله فلا تطمع ههنا فى تبينه ببرهان وان كنت من اهل البرهان فانظره فى مواضعه . واسمع هاهنا أقاويل هى اقنع من أقاويل هؤلاء فانها وان لم تفدك اليقين فانها تفيدك غلبة ظن تحركك الى وقوع اليقين بالنظر فى العلوم .
Sayfa 47