[28] قلت هذا الجواب هو من أفعال البطالين الذين ينتقلون من تغليط الى تغليط وأبو حامد أعظم مقاما من هذا ولكن لعل أهل زمانه اضطروه الى هذا الكتاب لينفى عن نفسه الظنة بانه يرى رأى الحكماء وذلك ان الفعل ليس ينسبه أحد الى الآلة وانما ينسبه الى المحرك الاول والذى قتل بالنار هو الفاعل بالحقيقة والنار هى آلة القتلة ومن أحرقته النار من غير ان يكون لانسان فى ذلك اختيار ليس يقول أحد انه أحرقته النار مجازا فوجه التغليط فى هذا انه احتج بما يصدق مركبا على ما هو بسيط ومفرد غير مركب وهو من مواضع السفسطانيين مثل من يقول فى الزنجى انه أبيض الاسنان فهو أبيض باطلاق والفلاسفة لا يقولون ان الله ليس مريدا باطلاق لانه فاعل بعلم وعن علم وفاعل أفضل الفعلين المتقابلين مع ان كليهما ممكن وانما يقولون انه ليس مريدا بالارادة الانسانية
[29] قال ابو حامد مجاوبا عن الفلاسفة فان قيل نحن نعنى بكون الله تعالى فاعلا انه سبب لوجود كل موجود سواه وان العالم قوامه به ولو لا وجود البارى لما تصور وجود العالم الى قوله فلا مشاحة فى الاسم بعد ظهور المعنى الى قوله
Sayfa 160