[217] والمعاندة التامة انما هى التى تقتضى ابطال مذهبهم بحسب الامر فى نفسه لا بحسب قول القائل به مثل انزاله انه يمكن لخصومهم ان يدعوا ان الامكان حكم ذهنى مثل دعواهم ذلك فى الكلى فانه لو سلم صحة الشبه بينهما لم يلزم عن ذلك ابطال كون الامكان قضية مستندة الى الوجود وانما كان يلزم عنه أحد الامرين اما ابطال كون الكلى فى الذهن فقط واما كون الامكان فى الذهن فقط .
[218] وقد كان واجبا عليه أن يبتدى بتقرير الحق قبل ان يبتدئ بما يوجب حيرة الناظرين وتشككهم لئلا يموت الناظر قبل ان يقف على ذلك الكتاب او يموت هو قبل وضعه وهذا الكتاب لم يصل الينا بعد ولعله لم يؤلفه وقوله انه ليس يقصد فى هذا الكتاب نصرة مذهب مخصوص انما قاله لئلا يظن به انه يقصد نصرة مذهب الاشعرية .
[219] والظاهر من الكتب المنسوبة اليه انه راجع فى العلوم الالهية الى مذهب الفلاسفة ومن أبينها فى ذلك وأصحها ثبوتا له كتابه المسمى بمشكاة الانوار
مسئلة فى ابطال قولهم فى ابدية العالم والزمان والحركة
Sayfa 117