Tafsir Surah An-Nur
تفسير سورة النور
Türler
قوله تعالى: (ألا تحبون أن يغفر الله لكم)
أما قوله: (أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ) أي: يا أهل الفضل! ويا أهل السعة! ألا تحبون أن يغفر الله لكم؟! قال بعض العلماء: في هذا دليل على أن الإحسان والصدقة سبيل في عفو الله عن العبد، ولذلك ورد في الحديث عن أبي بكر ﵁ وأرضاه أنه لما نزلت هذه الآية الكريمة: (أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ) قال: (بلى والله! -أي: بلى والله! نحب أن تغفر لنا- والله لا أقطع عنه شيئًا أبدًا) .
واستمر في عطيته إلى أن توفاه الله ﵁ وأرضاه.
وقوله: (وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) فيه إشارة إلى أنك إن صفحت عن الناس صفح الله عنك، وإن غفرت للناس غفر الله لك، وإن رحمت الناس رحمك الله، ولذلك قيل: (كيفما تدين تدان) وثبت في الحديث الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال: (إنه كان فيمن كان قبلكم رجلٌ يداين الناس وكان يقول: إذا لقيتم معسرًا فتجاوزوا عنه لعل الله أن يتجاوز عني، قال: فلقي الله فتجاوز الله عنه)، والله تعالى أعلم.
6 / 8