95

Kur'an Tefsiri

تفسير القرآن الكريم (ابن القيم)

Araştırmacı

مكتب الدراسات والبحوث العربية والإسلامية بإشراف الشيخ إبراهيم رمضان

Yayıncı

دار ومكتبة الهلال

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤١٠ هـ

Yayın Yeri

بيروت

الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ وقال ٤٠: ٣١ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبادِ ٤٠: ٤٨ إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبادِ فهذا يتناول العبودية الخاصة والعامة. وأما النوع الثاني: فعبودية الطاعة والمحبة، واتباع الأوامر. قال تعالى: ٤٣: ٦٨ يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ وقال ٣٩: ١٧، ١٨ فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ وقال ٢٥: ٦٣، ٦٤ وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا، وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلامًا وقال تعالى عن إبليس ١٥: ٤٠ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ. إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ فقال تعالى: ١٥: ٤٠: ٤١ إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ. فالخلق كلهم عبيد ربوبيته، وأهل طاعته وولايته: هم عبيد إلهيته. ولا يجيء في القرآن إضافة العباد إليه مطلقا إلا لهؤلاء. وأما وصف عبيد ربوبيته بالعبودية: فلا يأتي إلا على أحد خمسة أوجه: إما منكرا. كقوله إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْدًا والثاني: معرفا باللام كقوله ٤٠: ٣١ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبادِ ٤٠: ٤٨ إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبادِ. الثالث: مقيدا بالإشارة أو نحوها كقوله أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبادِي هؤُلاءِ. الرابع: أن يذكروا في عموم عباده. فيندرجوا مع أهل طاعته في الذكر. كقوله ٣٩: ٤٦ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ. الخامس: أن يذكروا موصوفين بفعلهم. كقوله ٣٩: ٥٣ قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ. وقد يقال: إنما سماهم عباده إذ لم يقنطوا من رحمته، وأنابوا إليه،

1 / 100