{ والمؤمنون } يعني منهم، أو المؤمنون من المهاجرين والأنصار. والظاهر أنه عام فيمن آمن وارتفع الراسخون على الابتداء والخبر يؤمنون لا غير لأن المدح لا يكون إلا بعد تمام الجملة الأولى ومن جعل الخبر أولئك سنؤتيهم فقوله ضعيف.
وانتصب والمقيمين على المدح وارتفع والمؤتون أيضا على إضمار وهم على سبيل القطع إلى الرفع ولا يجوز أن يعطف على المرفوع قبله لأن النعت إذا قطع في شيء منه لم يعد ما بعده إلى إعراب المنعوت وهذا القطع لبيان فضل الصلاة والزكاة فكثر الوصف بأن جعل في جمل.
وقرىء: { والمقيمون } بالرفع عطفا على المرفوع قبله. قال ابن عطية: فرق بين الآية والبيت يعني بيت الخرنق وكان أنشده قبل وهو النازلين بكل معترك. والطيبون معاقد الأزر بحرف العطف الذي في الآية فإنه يمتنع عند بعضهم تقدير الفعل وفي هذا نظر. " انتهى ". إن منع ذلك أحد فهو محجوج بثبوته في كلام العرب مع حرف العطف ولا نظر في ذلك كما قال الشاعر:
ويأوي إلى نسوة عطل
وشعثا مراضيع مثل السعال
وذكر الزمخشري وغيره وجوها في أن والمقيمين في موضع جر عطفا على الضمير في منهم أي ومن المقيمين أو عطفا على ما في قوله: بما أنزل، أي وبالمقيمين أو عطفا على الضمير أي الكاف في أولئك أي وإلى المقيمين، أو عطفا على قلبك أي ومن قبل المقيمين أو عطفا على الكاف في قوله ومن قبلك وأجازوا فيمن قرأ والمقيمون بالرفع أن يكون في موضع خبر مبتدأ محذوف أو عطفا على الضمير المستكن في الراسخون أو على الضمير المستكن في المؤمنون أو على الضمير المستكن في تؤمنون وهذه أعاريب ينزه كتاب الله عنها ولا يحل اعتقاد شيء منها ولولا أن الزمخشري وابن عطية ذكراها وهما يدعى فيهما أنهما أجل من صنف في التفسير لما ذكرت ذلك.
[4.163-170]
{ إنآ أوحينآ إليك } جواب لأهل الكتاب عن سؤالهم رسول الله أن ينزل عليهم كتابا من السماء واحتجاج عليهم بأن شأنه في الوحي إليه كشأن سائر الأنبياء الذين سلفوا. والنبيين: جمع عام جرد منهم ما ذكره تعالى في قوله:
{ وأوحينآ إلى إبراهيم } تعظيما لهم وتنبيها على أنهم أشرف من غيرهم إذ كانوا أصحاب ملل كملة موسى وعيسى.
وقرىء { زبورا } بضم الزاي جمع زبور كعمود وعمد. والزبور الذي آتاه الله داود وأنزله عليه. قرأت فيه وقد عرب وهو يتضمن مواعظ وامتثالا كثيرة وانتصاب ورسلا على إضمار فعل أي قد قصصنا رسلا عليك فهو من باب الاشتغال والجملة من قوله قد قصصناهم مفسرة لذلك الفعل المحذوف ويدل على هذا قراءة أبي. ورسل بالرفع في الموضعين على الابتداء وجاز الابتداء بالنكرة هنا لأنه موضع تفصيل كما أنشدوا:
Bilinmeyen sayfa