238

{ ويحذركم الله نفسه } كرر التحذير للتوكيد والتحريض على الخوف من الله بحيث يكونون ممتثلي أمره ونهيه.

{ والله رؤوف بالعباد } لما ذكر صفة التخويف وكررها كان ذلك مزعجا للقلوب ومنبها على أيقاع المحذور مع ما قرن بذلك من إطلاعه على خفايا الأعمال وإحضاره لها يوم الحساب وهذا هو الإتصاف بالعلم والقدرة اللذين يجب أن يحذر لأجلهما وذكر صفة الرحمة ليطمع في إحسانه وليبسط الرجاء في أفضاله فيكون ذلك من باب ما إذا ذكر ما يدل على شدة الأمر ذكر ما يدل على سعة الرحمة، لقوله تعالى:

إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم

[الأعراف: 167]، وتكون هذه الجملة أبلغ في الوصف من جملة التخويف لأن جملة التخويف جاءت بالفعل الذي يقتضي المطلق ولم يتكرر فيها اسم الله إذ الوصف متحمل ضميره تعالى وجاء المحكوم به على وزن فعول المقتضى للمبالغة والتكثير وجاء بأخص ألفاظ الرحمة وهو رؤوف، وجاء متعلقه عاما ليشمل المخاطب وغيره وبلفظ العباد ليدل على الإحسان التام لأن المالك محسن لعبده وناظر له أحسن نظر إذ هو ملكه.

{ قل إن كنتم تحبون الله } خطاب لمن ادعى محبة الله تعالى ومحبتهم له تعالى هو بامثتال أمره واجتناب نهيه.

ومعنى: { فاتبعوني } اتبعوا ما جئت به من عنده تعالى.

ومعنى { يحببكم } أي يعاملكم بالإحسان على طاعته.

{ ويغفر لكم } ما سلف من ذنوبكم. وقرىء تحبون ويحببكم بفتح التاء والياء وهما من حب. وقرىء يحبكم الله بفتح الياء والإدغام. وقرىء فاتبعوني بشد النون ألحق فعل الأمر نون التوكيد وأدغمها في نون الوقاية ولم يحذف الواو شبهها بأتحاجوني وهذا توجيه شذوذ.

[3.32-36]

{ قل أطيعوا الله والرسول } جعل طاعة الرسول طاعة لله كما قال في من يطع الرسول فقد أطاع الله.

Bilinmeyen sayfa