187

{ إن في ذلك } أي إتيان التابوت والملائكة تحمله.

[2.249]

{ فلما فصل طالوت بالجنود } قيل هنا جمل محذوفة أي فجاءهم التابوت وأقروا له بالملك وتأهبوا للخروج. والباء في بالجنود للحال أي ملتبسا بالجنود. قال ابن عباس: كانوا سبعين ألفا، ولما خرجوا معه شكوا قلة الماء وخوف العطش وكان الوقت قيظا وسلكوا مفازة فسألوا الله أن يجري لهم نهرا.

{ قال إن الله مبتليكم بنهر } قال ابن عباس: هو نهر بين الأردن وفلسطين، وقرىء بنهر بفتح الهاء وسكونها. والابتلاء الاختبار، واخبار طالوت بهذا الابتلاء وما يترتب عليه لا يكون من قبله بل بوحي من الله أما إليه إن كان نبيا كما قيل أو للبني الذي أخبر عن الله بتمليكه.

{ فمن شرب منه فليس مني } أي من أتباعي وأشياعي في هذه الحرب.

{ ومن لم يطعمه فإنه مني } أي من لم يذقه وطعم كل شيء ذوقه وتقول العرب أطعمتك الماء أي أذقتكه. وطعمت الماء: ذقته.

{ إلا من اغترف } استثناء من الجملة الأولى وهي فمن شرب منه فليس مني.

{ غرفة } قرىء بفتح الغين وضمها، والمعنى: يشربها أو للشرب، والظاهر أنها غرفة الكف أبيح لهم ذلك لا الكروع والتملي من الماء.

{ فشربوا منه إلا قليلا منهم } أي يشرب الأكثر ولم يشرب القليل. وقرىء إلا قليلا بالنصب على الاستثناء وبالرفع على أنه تابع للمرفوع قبله لأن الكلام إذا كان موجبا جاز فيما بعد إلا حكمه النصب وهو الأفصح والاتباع لما قبله ان رفعا فرفع أو نصبا فنصب أو جرا فجر وهي مسألة بينا وجه الإعراب فيها في كتب النحو. قال الزمخشري: وهذا من ميلهم مع المعنى والاعراض عن اللفظ جانبا وهو باب جليل من علم العربية فلما كان معنى فشربوا منه في معنى: فلم يطيعوه، حمل عليه كأنه قيل فلم يطيعوه إلا قليل منهم. ونحوه قول الفرزدق:

لم يدع من المال إلا مسحتا أو محلف

Bilinmeyen sayfa