وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم} من القرآن، {وما أنزل إليهم} من الكتابين [88]، {خاشعين لله، لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا} دنيا فانية، {أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب(199)} لنفوذ علمه في كل شيء.
{يا أيها الذين آمنوا اصبروا} على الدين وتكاليفه، ولا تدعوه لشدة ولا رخاء؛ والصبر: حبس النفس عن المكروه، {وصابروا} أعداء الله من جن وإنس على الجهاد، لاتكونوا أقل منهم صبرا، {ورابطوا} أنفسكم على الطاعة كما قال - عليه السلام - : «من الرباط انتظار الصلاة بعد الصلاة» (¬1) ، وقيل: داوموا واثبتوا، {واتقوا الله لعلكم تفلحون(200)} واتقوه بالتبرء عما سواه، لكي تفلحوا غاية الفلاح، واتقوا القبائح لعلكم تفلحون بنيل المقامات الثلاث المرتبة التي هي: الصبر على مضض الطاعات، ومصابرة النفس في رفض العادات، ومرابطة الشر على جناب الحق، لترصد الواردات المعبر عنها بالشريعة والطريقة والحقيقة.
سورة النساء
بسم الله الرحمن الرحيم
{
¬__________
(¬1) - ... رواه الربيع عن أنس بن مالك بلفظ: «ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط» قالها ثلاثا. كتاب الطهارة، باب [16] في فضائل الوضوء، رقم 98. ورواه مسلم؛ والترمذي؛ والنسائي وكلهم في كتاب الطهارة؛ وأحمد في باقي مسند المكثرين؛ ومالك في الموطإ، كتاب النداء للصلاة.
Sayfa 208