7- اعتماده المقصد التربوي كلما وجد لذلك سبيلا، فرغم كونه تفسيرا مختصرا، إلا أنه لا يخلو من اللفتات التربوية التي تفيد الفرد والمجتمع؛ فهو يتوسع أحيانا في تفسير بعض الآيات بمباحث مهمة في مجال التربية والتوجيه. مثال ذلك:
... «{الذين إذا أصابتهم مصيبة} مكروه، {قالوا إنا لله} إقرار له بالملك، ولا يسخط عليه ما يفعله في ملكه، {وإنا إليه راجعون} إقرار على أنفسنا وما خولناه بالفناء، وأن الأمور كلها راجعة إليه، وليس الصبر بالاسترجاع باللسان بل بالقلب بتصور ما خلق لأجله، وأنه راجع إلى ربه، وبذكر نعم الله عليه فيرى أن ما بقي عليه أضعاف ما استرده منه فيهون على نفسه ويستسلم له».
مصادر الكتاب
أشار المصنف في نهاية تفسيره إلى الكتب التي اعتمدها، بقوله: «وقد نسخته من كتاب يسمى “مدارك التنزيل” (¬1) ، وكتاب “معالم التنزيل” (¬2) ، ومن كتاب “أنوار التنزيل وأسرار التأويل” المعروف ب“البيضاوي” (¬3) ، ومن كتاب “جوامع الجامع” (¬4) ، وكلها من تفاسير القوم، وزدت فيه أشياء من كتب أصحابنا، وشيئا من عندي، ما أرجوه أنه خارج على معاني الصواب، وحذفت منها ما حذفت طلبا للإيجاز».
وهذه الفقرة رغم اختصارها تدل على الأمانة العلمية التي تحلى بها الشيخ الكندي رحمه الله، فهو لم ينسب العمل إليه، وقد وضح لنا منهجه في تفسيره بدقة.
طريقته في الاختصار
¬__________
(¬1) - ... لأبي بركات عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي الحنفي.
(¬2) - ... لأبي محمد حسين بن مسعود الفراء، أو ابن الفراء، البغوي الملقب بمحيي السنة.
(¬3) - ... لناصر الدين، أبي الخير عبد الله بن عمر بن محمد بن علي البيضاوي الشافعي.
(¬4) - ... لأمين الدين، أبي علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي.
Sayfa 2