Tefsir-i Majmacü'l-Beyan
مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1
Türler
(1) - أصحابك عدل أي ذوو عدل ويجوز أن يكون لما أضاف السمع إليهم دل على معنى إسماعهم قال الشاعر:
بها جيف الحسرى فأما عظامها # فبيض وأما جلدها فصليب
وقال الآخر
(في حلقكم عظم وقد شجينا)
أي في حلوقكم والغشاوة الغطاء وكل ما اشتمل على الشيء بني على فعالة نحو العمامة والقلادة والعصابة وكذلك أسماء الصناعات كالخياطة والقصارة والصياغة لأن معنى الصناعة الاشتمال على كل ما فيها وكذلك كل من استولى على شيء فاسم ما استولى عليه الفعالة كالإمارة والخلافة وغير ذلك وسمي القلب قلبا لتقلبه بالخواطر قال الشاعر:
ما سمي القلب إلا من تقلبه # والرأي يعزب والإنسان أطوار
والفؤاد محل القلب والصدر محل الفؤاد وقد يعبر عن القلب بمحله كقوله «لنثبت به فؤادك» وقال «ألم نشرح لك صدرك» يعني به القلب في الموضعين والعذاب استمرار الألم يقال عذبته تعذيبا وعذابا ويقال عذب الماء إذا استمر في الحلق وحمار عاذب وعذوب إذا استمر به العطش فلم يأكل من شدة العطش وفرس عذوب مثل ذلك وأعذبته عن الشيء بمعنى فطمته والعظيم الكبير يقال هو عظيم الجثة وعظيم الشأن سمي سبحانه عظيما وعظمته كبرياؤه .
المعنى
قيل في معنى الختم وجوه (أحدها) أن المراد بالختم العلامة وإذا انتهى الكافر من كفره إلى حالة يعلم الله تعالى أنه لا يؤمن فإنه يعلم على قلبه علامة وقيل هي نكتة سوداء تشاهدها الملائكة فيعلمون بها أنه لا يؤمن بعدها فيذمونه ويدعون عليه كما أنه تعالى يكتب في قلب المؤمن الإيمان ويعلم عليه علامة تعلم الملائكة بها أنه مؤمن فيمدحونه ويستغفرون له وكما طبع على قلب الكافر وختم عليه فوسمه بسمة تعرف بها الملائكة كفره فكذلك وسم قلوب المؤمنين بسمات تعرفهم الملائكة بها وقد تأول على مثل هذا مناولة الكتاب باليمين والشمال في أنها علامة أن المناول باليمين من أهل الجنة والمناول بالشمال من أهل النار وقوله تعالى «بل طبع الله عليها بكفرهم» يحتمل أمرين أحدهما أنه طبع عليها جزاء للكفر وعقوبة عليهوالآخر أنه طبع عليها بعلامة كفرهم كما تقول طبع عليه بالطين وختم عليه بالشمع (وثانيها) أن المراد بالختم على القلوب إن الله شهد عليها وحكم بأنها لا تقبل الحق كما يقال أراك تختم على كل ما يقوله فلان أي تشهد
Sayfa 130