Tafsir Ibn Kathir

İbn Kesir d. 774 AH
68

Tafsir Ibn Kathir

تفسير ابن كثير - ت السلامة

Araştırmacı

سامي بن محمد السلامة

Yayıncı

دار طيبة للنشر والتوزيع

Baskı Numarası

الثانية ١٤٢٠ هـ

Yayın Yılı

١٩٩٩ م

Türler

كِتَابُ فَضَائِلِ الْقُرْآنِ قَالَ الْبُخَارِيُّ، ﵀: كَيْفَ نُزُولُ الْوَحْيِ وَأَوَّلُ مَا نَزَلَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الْمُهَيْمِنُ الْأَمِينُ الْقُرْآنُ، أَمِينٌ عَلَى كُلِّ كِتَابٍ قَبْلَهُ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ شَيْبَانَ عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ وَابْنُ عَبَّاسٍ قَالَا لَبِثَ النَّبِيُّ ﷺ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرًا (١) . ذَكَرَ الْبُخَارِيُّ، ﵀، كِتَابَ "فَضَائِلِ الْقُرْآنِ" بَعْدَ كِتَابِ التَّفْسِيرِ؛ لِأَنَّ التَّفْسِيرَ أَهَمُّ وَلِهَذَا بَدَأَ بِهِ، [وَنَحْنُ قَدَّمْنَا الْفَضَائِلَ قَبْلَ التَّفْسِيرِ وَذَكَرْنَا فَضْلَ كُلِّ سُورَةٍ قَبْلَ تَفْسِيرِهَا لِيَكُونَ ذَلِكَ بَاعِثًا عَلَى حِفْظِ الْقُرْآنِ وَفَهْمِهِ وَالْعَمَلِ بِمَا فِيهِ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ] (٢) . وَقَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي تَفْسِيرِ الْمُهَيْمِنِ إِنَّمَا يُرِيدُ بِهِ الْبُخَارِيُّ قَوْلَهُ تَعَالَى فِي الْمَائِدَةِ بَعْدَ ذِكْرِ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ: ﴿وَأَنزلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ﴾ [الْمَائِدَةِ: ٤٨] . قَالَ الْإِمَامُ أَبُو جَعْفَرِ بْنُ جَرِيرٍ، ﵀: حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ عَنْ عَلِيٍّ -يَعْنِي ابْنَ أَبِي طَلْحَةَ-عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ﴾ قَالَ: الْمُهَيْمِنُ: الْأَمِينُ. قَالَ: الْقُرْآنُ أَمِينٌ عَلَى كُلِّ كِتَابٍ قَبْلَهُ (٣) . وَفِي رِوَايَةٍ: شَهِيدًا عَلَيْهِ (٤) . وَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْأَئِمَّةِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنِ التَّمِيمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ﴾ قَالَ: مُؤْتَمَنًا (٥) . وَبِنَحْوِ ذَلِكَ قَالَ مُجَاهِدٌ وَالسُّدِّيُّ وَقَتَادَةُ وَابْنُ جُرَيْجٍ وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَئِمَّةِ السَّلَفِ. وَأَصْلُ الْهَيْمَنَةِ: الْحِفْظُ وَالِارْتِقَابُ، يُقَالُ إِذَا رَقَب الرَّجُلُ الشَّيْءَ وَحَفِظَهُ وَشَهِدَهُ: قَدْ هَيْمَنَ فُلَانٌ عَلَيْهِ، فَهُوَ يُهَيْمِنُ هَيْمَنَةً وَهُوَ عَلَيْهِ مُهَيْمِنٌ، وَفِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى: الْمُهَيْمِنُ، وَهُوَ الشَّهِيدُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، وَالرَّقِيبُ: الْحَفِيظُ بِكُلِّ شَيْءٍ. وَأَمَّا الْحَدِيثُ الَّذِي أَسْنَدَهُ الْبُخَارِيُّ: أَنَّهُ، ﵇، أَقَامَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرًا، فَهُوَ مِمَّا انْفَرَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ دُونَ مُسْلِمٍ، وَإِنَّمَا رَوَاهُ النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ شَيْبَانَ وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَحْيَى وَهُوَ ابْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْهَا (٦) . وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ عَنْ دَاوُدَ بن أبي هند، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أُنْزِلَ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، ثُمَّ نَزَلَ بَعْدَ ذلك في عشرين سنة، ثم

(١) صحيح البخاري برقم (٤٩٧٨، ٤٩٧٩) . (٢) جاء في م: "فجرينا على منواله وسننه مقتدين به" وما أثبته من ط، جـ. (٣) تفسير الطبري (١٠/ ٣٧٩) ط. المعارف. (٤) تفسير الطبري (١٠/ ٣٧٧) ط. المعارف. (٥) رواه الطبري في تفسيره (١٠/ ٣٧٨) ط. المعارف. (٦) سنن النسائي الكبرى برقم (٧٩٧٧) .

1 / 17