Saadetin İfadesi Tefsiri
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
Türler
{ ولقد آتينا موسى الكتاب } فلا غرو فى ايتاء محمد (ص) الكتاب والمراد بالكتاب النبوة او الرسالة والتوراة صورتها { وقفينا من بعده بالرسل } بعثنا رسولا على قفاء رسول { وآتينا عيسى ابن مريم البينات } يعنى بعثناه بعد الكل وأعطيناه المعجزات الواضحات كاحياء الموتى وإبراء الاكمه والابرص وحياة الطين بنفخة والاخبار بالمغيبات او الاحكام الواضحات المحكمات او الاحكام القالبية او احكام النبوة فان البينة قد تطلق على المعجزة، وقد تطلق على المحكم مقابل المتشابه، وقد تطلق على احكام القالب مقابل احكام القلب، وقد تطلق على الرسالة وأحكامها والنبوة وأحكامها مقابل الولاية وآثارها، وقد تطلق مقابل الزبر على حروف اسم كل حرف؛ فيقال: بينة العين العين والياء والنون؛ وزبرها الملفوظ من العين، او على غير اول حروف الاسم كالياء والنون { وأيدناه بروح القدس } الروح تطلق على الروح الحيوانية التى تنبعث عن القلب وعلى الروح النفسانية التى تنبعث عن الدماغ الى الاعصاب، وعلى القوة المحركة الحيوانية، وعلى القوة الشهوانية، وعلى القوة الغضبية، وعلى اللطيفة الايمانية، وعلى الروح المجردة عن المادة وعن التعلق بها، وعن التقدر وهى التى تسمى بروح القدس، وهى التى ذكر فى الاخبار أنه أعظم من جبرائيل وميكائيل ولم تكن مع أحد من الانبياء وكانت مع محمد (ص) وكانت مع الائمة (ع) وسماها الفهلويون من أهل الفرس برب النوع الانسانى وقالوا: انه أعظم من جميع الملائكة والكل مسخر له، وتطلق الروح على جملة المجردات وفى الخبر: يا مفضل ان الله تبارك وتعالى جعل فى النبى خمسة أرواح روح الحياة؛ فبه دب ودرج، وروح القوة؛ فبه نهض وجاهد، وروح الشهوة؛ فبه أكل وشرب واتى النساء من الحلال، وروح الايمان فبه آمن وعدل، وروح القدس لا ينام ولا يغفل ولا يلهو ولا يزهو { أفكلما جآءكم } يعنى بعثنا الرسل بعضهم على قفاء بعض فاستكبرتم وكذبتم فريقا وقتلتم فريقا الا ترعوون عما فعلتم سابقا من الشنائع فكلما جاءكم { رسول بما لا تهوى أنفسكم } من فعل الطاعات وترك الشهوات { استكبرتم } عن الانقياد للرسول واتباعه بعد ذلك مثل ما فعلتم سابقا { ففريقا كذبتم } اى تكذبون وأتى بالماضى لفظا للدلالة على تحققه كأنه وقع والا فهو مستقبل معنى { وفريقا تقتلون } اتى هنا بالمضارع لكونه الاصل ولمراعاة رؤس الآى؛ والمقصود توبيخهم على شيمتهم الذميمة وتقريعهم على الماضى وردعهم فى الأتى؛ عن الباقر (ع) أنه قال: ضرب الله مثلا لامة محمد (ص) فقال لهم: فان جاءكم محمد (ص) بما لا تهوى أنفسكم بموالاة على (ع) استكبرتم ففريقا من آل محمد (ص) كذبتم وفريقا تقتلون قال: فذلك تفسيرها فى الباطن.
[2.88-89]
{ وقالوا } التفات من الخطاب الى الغيبة تبعيدا لهم عن ساحة الخطاب وعطف باعتبار المعنى كأنه قيل على ما بين فى الخبر السابق استكبروا عن محمد (ص) وكذبوه وقالوا فى مقام الاستهزاء والاستكبار { قلوبنا غلف } جمع الاغلف اى قلوبنا فى غلاف وحجاب مما تدعونا اليه فهى فى اكنة لا يصل اليها قولك ونصحك، او جمع الغلاف وأصله غلف بالضمتين كما قرئ به فخفف باسكان العين والمعنى قلوبنا أوعية للعلوم فلا حاجة لنا الى ما جئت به او ليس فى علومنا خبر منك ولا اثر وفى تفسير الامام (ع) بعد ذكر قراءة { غلف } بضمتين واذا قرئ { غلف } فانهم قالوا قلوبنا غلف فى غطاء فلا نفهم كلامك وحديثك نحو ما قال الله تعالى:
وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب
[فصلت: 5]، وكلتا القرائتين حق وقد قالوا بهذا وبهذا جميعا فرد الله عليهم وقال: ليس الامر كما يقولون { بل لعنهم الله بكفرهم } بمحمد (ص) ولذا لا يتأثرون ولا يدركون ما يصدق محمدا (ص) { فقليلا ما } لفظ ما زائد او صفة لقليلا لتأكيد القلة وقليلا صفة مصدر محذوف اى ايمانا قليلا اى قليل { يؤمنون ولما جآءهم } اى اليهود وهو عطف على قالوا { قلوبنا غلف } { كتاب } القرآن { من عند الله مصدق لما معهم } من التوراة التى فيها نعت محمد (ص) وعلى (ع) وآلهما ومبعثه ومهاجره { وكانوا } اى هؤلاء اليهود { من قبل } اى قبل ظهور محمد (ص) بالرسالة { يستفتحون } بمحمد (ص) وعلى (ع) وآلهما { على الذين كفروا } بمحمد (ص) او بنبوة الانبياء او بنبوة موسى (ع) ودينه وكانوا يظفرون على اعدائهم الكفرة بالاستفتاح والاستنصار بهم، وقصص استفتاحهم مسطورة فى المطولات مثل الصافى وغيره { فلما جآءهم ما عرفوا } تأكيد للاول وزيادة الفاء فى التأكيد مبالغة وتأكيد فى التأكيد والمراد بما عرفوا اما القرآن او محمد (ص) وعلى (ع) ونعوتهما، ولا ينافى التأكيد هذه المخالفة فان مجيء الكتاب المصدق فى قوة مجيء صاحب الكتاب وقوله تعالى { كفروا به } جواب { لما } الاولى، او جواب { لما } الاولى محذوف بقرينة جواب { لما } الثانية اى لما جاءهم كتاب مصدق لما معهم كذبوه فلما جاءهم ما عرفوا من نعوت محمد (ص) وعلى (ع) وآلهما واصحابهما كفروا به، او { لما } الثانية مع جوابها جواب لما الاولى وهذا على جواز اتيان الفاء فى جواب { لما } وقد منعه البصريون وجوزه الكوفيون { فلعنة الله على الكافرين } تقريع على الكفر بما عرفوا انه حق وأتى بالمظهر موضع المضمر للتطويل والتصريح بوصفهم القبيح الذين يقتضيهما مقام السخط وللاشعار بعلة الحكم؛ ونسب الى على (ع) انه قال بعد ذكر استفتاح اليهود واستنصارهم على أعدائهم: فلما ظهر محمد (ص) حسدوه اذ كان من العرب وكذبوه ثم قال رسول الله (ص) هذه نصرة الله لليهود على المشركين بذكرهم لمحمد (ص) وآله الا فاذكروا يا أمة محمد محمدا (ص) وآله عند نوائبكم وشدائدكم لينصر الله به ملائكتكم على الشياطين الذين يقصدونكم فان كل واحد منكم معه ملك عن يمينه يكتب حسناته وملك عن يساره يكتب سيئاته ومعه شيطانان من عند ابليس يغويانه فاذا وسوسا فى قلبه وذكر الله تعالى وقال: لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم وصلى الله على محمد (ص) خنس الشيطانان واختفيا.
[2.90]
{ بئسما اشتروا به أنفسهم } لفظ ما نكرة موصوفة تميز عن الفاعل المستتر واشتروا صفته والتقدير بئس هو شيئا اشتروا به أنفسهم، او لفظ ما معرفة ناقصة فاعل بئس واشتروا صلته واما ما يتراءى صحته من كون ما نكرة تامة او معرفة تامة واشتروا مستأنفا فبعيد جدا، او الشرى يستعمل فى البيع والاشتراء والقياس يقتضى استعمال الاشتراء فى كليهما لكن الاغلب استعماله فى مقابل البيع فان كان المراد به هاهنا معنى البيع فلا اشكال لأن بيعهم أنفسهم بالكفر واشتراء الشيطان لها فى مقابل بيعهم أنفسهم بالجنة واشتراء الله لها ولأموالهم بأن لهم الجنه، وان كان المراد به معنى الاشتراء فالمقصود أنهم اشتروا الانانية التى هى بالاصالة حق الشيطان باللطيفة الالهية على ان يكون الباء فى { به } للسببية لا للبدلية وما فى تفسير الامام (ع) يشعر بأنه بمعنى البيع وان المخصوص بالذم محذوف وهو قوله { اشتروا } بالهدايا والفضول التى تصل اليهم وكان الله أمرهم بشرائها من الله بطاعتهم له ليجعل لهم أنفسهم والانتفاع بها دائما الى آخره { أن يكفروا } مخصوص بالذم او تعليل والمخصوص محذوف كما يشعر به تفسير الامام (ع) اى بئس ما اشتروا به أنفسهم هداهم وفضولهم التى تصل اليهم { بمآ أنزل الله } بالذى أنزل الله او بشيء أنزل الله فى كتابهم من أمر محمد (ص) وعلى (ع) وآلهما او بما أنزل الله من القرآن او من قرآن فضل على (ع) { بغيا } لبغيهم وعدم انقيادهم لمحمد (ص) خليفة الله او باغين على محمد (ص) { أن ينزل الله } لان ينزل الله او هو بدل من ما أنزل الله نحو بدل الاشتمال، ويجوز ان يكون ما فى بما أنزل الله مصدرية وان يكون أن ينزل الله تعليلا او بدلا منه { من فضله } بعضا من فضله او كتابا من فضله { على من يشآء من عباده } يعنى محمدا (ص) واتى بالموصول وصلته اشعارا بأن المكروه لهم حيثية مشيئة الله للمبالغة فى تهديدهم وذمهم، ولما كانت الآية تعريضا بمنافقى الامة وكراهتهم لما نزل فى خلافة على (ع) صح تفسيرها كما فى الاخبار بان يقال بما أنزل الله فى على (ع) بغيا على على (ع) ان ينزل الله من فضله على من يشاء يعنى عليا (ع) { فبآءو بغضب على غضب } هذه العبارة تستعمل لمحض التكثير والمعنى باؤا بغضب كثير متعاقب متراكم وقد تستعمل لبيان العدد يعنى باؤا الى الله او باؤا عن حضور محمد (ص) { بغضب } من الله لكفرهم بمحمد (ص) { على عضب } آخر من الله لكفرهم بعيسى (ع)، او { فباؤا بغضب } من الله لكفرهم بما أنزل الله على محمد (ص) { على غضب } لكفرهم بما أنزل الله على موسى (ع) فى نعت محمد (ص)، او { فباؤا بغضب } منهم لما انزل الله على محمد (ص) { على غضب } منهم لما انزل الله على موسى (ع) فى وصف محمد (ص) هذا بحسب التنزيل والتصريح، واما بحسب التأويل والتعريض فباء منافقوا أمة محمد (ص) بغضب من الله او منهم على غضب لكفرهم بمحمد (ص) وعلى (ع) { وللكافرين } وضع الظاهر موضع المضمر للتطويل المطلوب فى مقام الغضب وللتصريح بوصف الذم لهم وللاشعار بعلة الحكم فى الآخرة { عذاب مهين } مذل لا معز كبلاء الانبياء، او المقصود تأكيد العذاب والمبالغة فيه.
[2.91]
{ وإذا قيل لهم } عطف باعتبار المعنى كأنه قيل: انهم كفروا بما أنزل الله عليهم لان ينزل الله على محمد (ص) واذا قيل، او عطف على جملة باؤا بغضب، او حال عن فاعل ان يكفروا، او عن فاعل باؤا، او جملة مستأنفة على جواز مجيء الواو للاستئناف لابداء ذم آخر وتسجيل سفاهتهم باتيان التناقض فى دعواهم، وهذه العبارة كثيرا ما تستعمل فى مقام المدح والذم منسلخة عن خصوص زمان الاستقبال مفيدة للاستمرار فى الماضى والحال والاستقبال كأنه قيل: شيمتهم انه كلما قيل لهم { آمنوا بما أنزل الله } على محمد (ص) من القرآن او على الانبياء من الكتب السماوية والوحى الالهى كذبوا صريحا { قالوا نؤمن بمآ أنزل علينا } يعنى التوراة { ويكفرون بما ورآءه } ولو كانوا يؤمنون بالتوراة لم يكفروا بالقرآن ولا بسائر الكتب لان فى التوراة اثباتا لحقية القرآن وسائر الكتب السماوية { وهو الحق } اى ما وراءه وهو القرآن حق، ناسخ للتوراة ولجميع الكتب الأخر لا حق بعد نسخه للكتب سواه { مصدقا لما معهم } من التوراة { قل } ردا لادعائهم الباطل من الايمان بالتوراة ان كنتم مؤمنين بالتوراة وفيها وجوب تعظيم الانبياء وحرمة قتلهم { فلم تقتلون أنبيآء الله } نسبة فعل الاسلاف الى الحاضرين والاتيان بالمستقبل مع التقييد بالمضى للاشعار بمجانسة الحاضرين للماضين وأن قتل الانبياء كان سجية لهم قدروا عليه ام لم يقدروا { من قبل إن كنتم مؤمنين } بالتوراة ومخالفتها تدل على عدم الايمان بها.
[2.92]
Bilinmeyen sayfa