261

Saadetin İfadesi Tefsiri

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

Türler

والعالم السفلى الذى هو عالم الشياطين والجنة ومقر الارواح الخبيثة وفيه الجحيم ونيرانها مظاهر اسمائه القهرية، وعالم العناصر بمواليدها مظاهر اللطف والقهر تماما فأسماءه تعالى اللطفية والقهرية يداه تعالى وبهذا الاعتبار ايضا كلتا يديه يمين ومظاهر الاسماء اللطفية من عالم الارواح والسماوات يمينه،

والسماوات مطويات بيمينه

[الزمر:67] والطاوى والمطوى باعتبار الظاهر والمظهر، والا فالسماوات يمين والظاهر فيه ايضا يمين والظاهر السفلى شمال واصحاب اليمين اصحاب الشمال اشارة الى اهل هذين العالمين، لكن كونهما يمينا وشمالا باعتبارهما فى انفسهما لا بالاضافة اليه تعالى فان كلا منهما بالاضافة اليه تعالى يمين، ولذلك لم يرد فى كلامه تعالى شمال الله، بل اصحاب الشمال واصحاب المشئمة بدون الاضافة، ولم يقل تعالى والارض جميعا فى شماله مع ان المناسب فى مقابل { والسماوات مطويات بيمينه } ان يقول والارض مقبوضة بشماله بل قال قبضته لا باسم اليمين ولا باسم الشمال فباضافة العالمين اليه كلتا يديه يمين ايضا، واذا اريد بالرحمة، الرحمة الرحمانية فهو باسط اليدين بالرحمة فى هذين العالمين ايضا، واذا اريد اظهار الاضافة اللازمة لليمين والشمال يقال يمين العالم وشمال العالم. اذا علمت ذلك فاعلم، انه تعالى قيوم ومعنى قيوميته ان به تحصل الاشياء وبقاءها ومعنى به بقاؤها ان لا بقاء لها فى انفسها الا بمبقيها

يأيها الناس أنتم الفقرآء إلى الله والله هو الغني

[فاطر:15]، مثالها فى بقائها بمبقيها وفنائها فى انفسها، مثال ضوء الشمس المنبسط على السطوح فانه من حيث اضافته الى السطوح آنا فانا فى الفناء بحيث لا يبقى ضوء على سطح آنين، اذا اردت معرفة ذلك من طريق الحس فانظر الى ضوء منبسط على سطح من كوة يكون بينها وبين ذلك السطح مسافة بعيدة، فاذا انسد تلك الكوة فنى ذلك الضوء من السطح من غير تراخ ولولا فناؤه فى نفسه وبقاؤه بمبقيه الذى هو الشمس لبقى آنا ما بعد سد الكوة، واذا كان حال الاشياء بالنسبة الى الله تعالى حال الضوء بالنسبة الى الشمس فلو لم يجد بافاضة الضوء الحقيقى على سطوح المهيات آنا، لفنت الاشياء فهو تعالى ابدا فى الافاضة والخلق والابداء، فيداه بمعانيهما التى عرفت مبسوطتان بالانفاق وكيفية انفاقه منوطة بمشيته فمن قال قد فرغ من الامر جهل الامر وكذب على الله ولعن من باب معرفته وغلت يداه العلمى والعملى الى عنقه.

هذا فى العالم الكبير وكل ما فى العالم الكبير فهو بعينه فى العالم الصغير من غير تفاوت الا بالكبر والصغر ما دام الصغير صغيرا فالنفس الامارة كالعالم السفلى واللوامة وبدنه كعالم العناصر والمطمئنة كالسموات والقلب كالانسان واقع بين السفلى والعلوى والروح والعقل كعالم الارواح؛ قلب المؤمن بين اصبعى الرحمن، اشارة الى السفل والعلو كاليدين فى الكبير ولكونه صغيرا عبر عنهما بالاصبعين { وليزيدن كثيرا منهم مآ أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا } اللام موطئة ويزيدن جواب القسم، والسر فيه انهم لما تمكنوا فى الكفر فكلما قرع الحق سمعهم ازدادوا تنفرا واشمئزازا منك ومن الحق لعدم السنخية فازدادوا حنقا وكفرا { وألقينا بينهم العداوة } فى القلوب { والبغضآء } فى الافعال لان ما به الاتفاق والمحبة هو الايمان والتوجه الى عالم الوفاق والوداد وهم بريئون منه { إلى يوم القيامة كلمآ أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله } لعدم وفاقهم فأجسادهم عظيمة مجتمعة وقلوبهم ضعيفة شتى { ويسعون في الأرض فسادا } مفعول مطلق من غير لفظ الفعل ان كان السعاية بمعنى الافساد والا فمفعول له، وافسادهم فى ارض عالمهم الصغير بترك اصلاح اهله وصدهم عن طريق القلب وفى الكبير بصد اهله عن طريق الايمان قيل: بافسادهم سلط الله عليهم بخت نصر فاستأصلهم ثم فطرس الرومى ثم المجوس ثم المسلمين { والله لا يحب المفسدين } فلا قدر لهم عنده.

[5.65]

{ ولو أن أهل الكتاب آمنوا } بنبيهم وكتابهم { واتقوا } مخالفة كتابهم ومخالفة ما فيه من الاحكام ومن وصف محمد (ص) حتى يؤمنوا به وهذا وان كان لاهل الكتاب من اليهود والنصارى لكن التعريض باهل الكتاب من امة محمد (ص) { لكفرنا عنهم سيئاتهم } التى لزمت نفوسهم حاصلة من افعال جوارحهم والتى صارت سببا لافعال جوارحهم { ولأدخلناهم جنات النعيم } لان الايمان يعد لدخول الجنة والتقوى لازالة السيئات.

[5.66]

{ ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل } يعنى لو ان امة محمد (ص) اقاموا القرآن لانه تعريض بهم والمعرض به والمقصود فى الكلام، واقامة الكتاب بالايتمار بأوامره والانتهاء بنواهيه وحفظ ما نزل فيه { ومآ أنزل إليهم من ربهم } قد فسر فى الخبر بالولاية مناسبا للتعريض واما بالنسبة الى المعرض عنهم فالمراد سائر ما وصل اليهم من انبيائهم (ع) الآخرين او ما وصاهم انبياؤهم او اوصياؤهم من المحافظة على الكتابين وحدودهما { لأكلوا من فوقهم } من الارزاق السماوية الاخروية الروحية { ومن تحت أرجلهم } من الارزاق الارضية الدنيوية البدنية، او المراد بكليهما اكل الروح فان المؤمن بالبيعة الولوية وقبول الولاية يفتح له باب القلب، فاذا انفتح باب القلب فكلما حصل له من الارزاق النباتية والعلوم الحسية والكسبية التى هى من السفل وكذا العلوم الحاصلة له بمحض الافاضة الآلهية المسماة بالعلوم اللدنية تكون غذاء روحه لا غذاء نفسه وشيطانه، لما مر سابقا ان اسماء الاشياء اسماء لفعلياتها الاخيرة، ومن اقام التوارة والانجيل اقر بمحمد (ص) ومن اقر بمحمد (ص) اقر بالولاية ومن اقر بالولاية صار فعليته الاخيرة فعلية الولاية، ومن صار فعليته الاخيرة فعلية الولاية صار جميع ما حصل له من العلوم والاعمال غذاء لفعلية الولاية { منهم أمة مقتصدة } خارجة عن تفريط اليهود وافراط النصارى وداخلة فى الطريق المقتصد المحمدى (ص) { وكثير منهم سآء ما يعملون } لخروجهم عن الاقتصار الى احد طرفيه.

Bilinmeyen sayfa