Saadetin İfadesi Tefsiri
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
Türler
[الأنفال:17]، ولما كان اقرار اللسان من دون موافقة الجنان كذبا ومذموما انكر تعالى على من تفوه بمثل هذا من غير تحصيل بقوله
سيقول الذين أشركوا لو شآء الله مآ أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنآ إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون
[الأنعام:148] على أنهم ارادوا بذلك دفع اللوم عن أنفسهم بتعليق الاشراك والتحريم على المشيئة وقد علم مما سبق ان التعليق على المشيئة لا يوجب الجبر ولا يدفع اللوم عن الفاعل ان كان الفعل مما يلام عليه ولذا اثبت تعالى بعد الانكار عليهم ما قالوه فقال:
قل فلله الحجة البالغة فلو شآء لهداكم أجمعين
[الأنعام:149].
واعلم ان للآثار ثلاثة اعتبارات: اعتبار الاطلاق؛ وبهذا الاعتبار اسنادها الى الحقيقة المطلقة اولى، واعتبار التقييد بالحدود من دون اعتبار الحدود معها؛ وبهذا الاعتبار اسنادها الى الحقيقة المقيدة اولى، واعتبار التقييد بالحدود واعتبار الحدود معها؛ وبهذا الاعتبار اسنادها الى الحقيقة المقيدة المعتبر معها التعينات والحدود التى هى الموجودات اولى، ولما كان الانسان فى طاعاته منسلخا من انانيته وحدودها متوجها الى مولاه وامره كان اسناد طاعاته الى الله اولى، ولما كان فى معصيته متحددا بحدود انانيته كان نسبة معاصيه الى نفسه اولى كما اشير اليه فى الحديث القدسى، ومن هذا يعلم ان العابد لو كان غرضه من العبادة انتفاع نفسه ولو بالقرب من الله لم يكن طاعته طاعة حقيقة لان قصد انتفاع النفس ليس الا باقتضاء الانانية.
[2.254]
{ يأيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم } بعد حصر الافعال فى الله تعالى كأنه قيل: فما لنا لا نرى الافعال الا من العباد؟ ومن اين يعلم ان الفاعل هو الله؟ فناداهم وقال: ان اردتم ان تعلموا ان الافعال منحصرة فى الله فأنفقوا مما رزقناكم من الاموال والقوى والاعراض وبالجملة كلما يزيد فى انانياتكم وحدودها التى تحجبكم عن مشاهدة الموجودات كما هى، ولما كان الانفاق من اصعب العبادات جبر كلفته بلذة النداء { من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه } يعنى لا مال فيه يفتدى به من العذاب { ولا خلة } نافعة فان يوم الموت وهو المراد هاهنا لا ينفع فيه خليل خليلا، ويوم القيامة يكون الاخلاء فيه بعضهم لبعض عدو الا الخليل فى الله، ولا يكون الا بعد انفاق الحدود والحجب { ولا شفاعة } وهذا يدل على ان المراد به يوم الموت والا فيوم القيامة تنفع فيه شفاعة الشافعين { والكافرون هم الظالمون } اما عطف على لا بيع فيه بتقدير العائد اى من قبل ان يأتى يوم يظهر فيه ان الظلم منحصر بالكافرين المحجوبين عن مشاهدة نسبة الافعال الى الله، او حال بهذا المعنى.
[2.255]
{ الله لا إله إلا هو } ابتداء كلام منقطع عما قبله لابداء توحيده فى معبوديته او فى مرجعيته ان اخذ الاله من اله بمعنى عبد او التجأ او فى خالقيته ان اخذ من لاه يلوه بمعنى خلق ولاثبات بعض صفاته الاخر الثبوتية والسلبية والحقيقية والاضافية، او جواب لسؤال ناشئ عن قوله { ولكن الله يفعل ما يريد } كأنه قيل اذا لم يكن فاعل سواه فما حاله؟ او قيل: لم لم يكن سواه فاعل؟ وما ورد فى فضل قراءة آية الكرسى يشعر بكونه مقطوعا عما قبله وفى فضل آية الكرسى وقراءتها دبر الصلوات الفريضة اخبار كثيرة فعن رسول الله (ص) انه قال:
Bilinmeyen sayfa