Saadetin İfadesi Tefsiri
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
Türler
والانسان ما لم يخرج من اسر نفسه وهواها ولم يبلغ حد التسليم والاستماع الذى هو اولى درجات العلم بوجه، وثانيتها بوجه، اوحد التحقيق والغنى عن التقليد مشار اليهما بقوله تعالى
لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد
[ق: 37] لا يمكن له ادراك تلك الحقائق ولا ادراك نازلتها وظهورها فلا يمكن له ادراك القرآن ولا النبوات والرسالات والولايات من حيث انها ظهور تلك الحقائق ونازلتها، بل لا يدرك من القرآن الا الصوت والعبارة او النقش والكتابة ولا يتصور من معانيه الا ما هو الموافق لشأنه المناسب لمقامه لا ما هو العناوين الالهية للحقائق العالية كما قال تعالى
لا يمسه إلا المطهرون
[الواقعة: 79] ولا يدرك من خلفاء الله الا مقامهم البشرى ولا من دعاويهم الا ما هو الموافق لادراكاته الشيطانية وشؤنها البهيمية والسبعية لا مقاماتهم العالية وأخلاقهم الملكوتية وأوصافهم الالهية ولهذا نسبوا الانبياء الى ما نسبوهم فاللفظ المسموع من القرآن والنقش المبصر منه ان كان لفظ القرآن ونقشه بان لا يكون المتكلم بالقرآن متكلما بلسانه ولم يكن الكاتب كاتبا بيده فالشيطان يخليهما من معانيهما ويجعل فيهما معانى اخر موافقة له حين السماع والابصار؛ وهذا احد وجوه تحريف الكلم عن مواضعه، وهؤلاء هم الذين يقال فيهم: { فويل للذين يكتبون الكتاب } ويسمعونه ويبصرونه { بأيديهم } وأسماعهم وأبصارهم { فويل لهم مما كتبت أيديهم } وسمعت اذانهم وابصرت عيونهم { وويل لهم مما يكسبون }.
والشك والارتياب من جنود الجهل والنفس، والعلم والانقياد من جنود العقل والقلب، اذا تمهد هذا فنقول: من لم يخرج من أسر نفيه لا يدرك الكتاب فى مرتبة من مراتبه، ومن خرج من أسر نفسه لا يقع منه شك وارتياب فيما أدرك من الكتاب، فالشاكون فى الكتاب شكهم راجع الى مدركاتهم لا الى الكتاب، فما وقع فيه الشك غير الكتاب، وما هو الكتاب لا يقع فيه شك وريبة، فصح نفى جنس الريب او جميع افراده من الكتاب من غير حاجة الى ارتكاب تضمين او تقدير او تقييد بمعنى لا ينبغي الريب بتضمين الابتغاء او تقديره، او لا ريب للعاقل بالتقدير، او للمتقين بتقييده بالظرف.
تحقيق معنى الهداية
{ هدى } الهدى كالتقى مصدر بمعنى اراءة الطريق مصاحبة للايصال اليه او الى المقصود، او غير مصاحبة سواء عدى الى المفعول الثانى بنفسه او باللام او بلفظ الى، وسواء كانت الهداية من الله او من الخلق، وسواء تعلقت بنفس الطريق او بالمقصود، واما الهداية من الله اذا تعلقت بشئ اى شيئ كان مطلقة عن المهدى اليه فالمراد هدايته الى طريق كماله المطلوب منه، والكمال المطلوب من الانسان هو حصول الولاية المطلقة ثم النبوة المطلقة ثم الرسالة المطلقة، وطريقه الى هذا الكمال هو طريقه من نفسه الانسانية التى يعبر عنها بالصدر منشرحا بالكفر او بالاسلام، او غير منشرح بشئ منهما الى قلبه ومنه الى روحه وهكذا الى الولاية المطلقة، ولما كان هذا الطريق مختفيا عن الابصار مسدودا بالتعينات النفسية وكان المرور عليه اختياريا والانسان فى بيداء النفس ضالا فى بدو حاله ظانا ان الكمال المطلوب منه هو الوصول الى المشتهيات النفسية واستكال القوى الحيوانية والشيطانية مبغضا لما سوى مظنونه اقتضت الحكمة البالغة الالهية والرحمة التامة الربوبية ان يبعث الى النوع من ينبههم عن ضلالهم، وان ما وراء مظنونهم هو الكمال المطلوب منهم، وان ما ظنوه كمالا سموم مهلكة وشباك الشيطان، وان فى الوادى سباعا مترصدة ضلالهم مغتنمة ضياعهم، ويحذرهم عن الوقوف فيه وعن ترصد السباع لهم وعن حبائل الشيطان حتى يتنبهوا ويأخذوا حذرهم ويتأهبوا للخروج منه ويطلبوا الطريق ومن يدلهم عليه؛ حتى يبعث بعد ذلك عليهم من يرفع موانعهم بالرفق ويريهم طريق كمالاتهم ويذهب بهم الى غاياتهم، وتلك الاراءة وهذا الاذهاب تسمى هداية، والرسول وخليفته لما كان كل منهما ذا شأنين شأن الرسالة وبه يقع التنبيه والانذار المذكوران، وشأن الولاية وبه يقع الاذهاب والاراءة المزبوران كان كل منهما بوجه منذرا وبوجه هاديا، وحصر شأن الرسول فى الانذار فى قوله تعالى:
انما انت منذر
؛ مع انه امام الكل فى الكل للاشارة الى شأن الرسالة وان المخاطب هو الرسول بما هو رسول لا بما هو ولى او نبى، والا فهو بولايته صاحب الهداية المطلقة وكل الهادين مقتبسون منه، وبنبوته صاحب الشأنين فالرسول بما هو رسول منذر والولى بما هو ولى هاد، والنبى صاحب الشأنين والهداية من الله لا تتعلق الا بمن أنذر واتقى فاذا أخذ هدى هاهنا مطلقا بحسب اللفظ او مقيدا بقوله للمتقين كان المقصود واحدا.
Bilinmeyen sayfa