178

Tafsir and Interpretation in the Quran

التفسير والتأويل في القرآن

Yayıncı

دار النفائس

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤١٦ هـ/ ١٩٩٦ م

Yayın Yeri

الأردن

Türler

ولذلك توحي هذه السورة للرسول ﷺ بقرب انتهاء أجله، وعليه بعد النصر والفتح الإكثار من التسبيح والتحميد والاستغفار، استعدادا للانتقال إلي الدار الآخرة. هذا ما فهمه ابن عباس ﵄ من السورة، وهذا ما وافقه عليه عمر بن الخطاب، وبذلك كان ابن عباس مؤولا لها وليس مجرد مفسر، وكان تأويله مرحلة ثانية بعد التفسير الظاهري للسورة. ألم يفهم الرسول ﷺ من السورة هذه الإشارة؟ روي الامام البخاري عن عائشة ﵂ قالت: «ما صلى النبيّ ﷺ صلاة، بعد أن نزلت عليه إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ والْفَتْحُ إلا يقول فيها: سبحانك ربّنا وبحمدك، اللهم اغفر لي» (١). ثم كم عاش رسول الله ﷺ بعد نزول هذه السورة؟ لقد نزلت عليه سورة النصر لما حجّ حجة الوداع. قال ابن عمر ﵄: «نزلت هذه السورة في أوسط أيام التشريق في حجة الوداع، فعرف رسول الله ﷺ أنه الوداع» (٢). وكانت وفاته ﷺ بعد ثلاثة أشهر من نزول هذه السورة. حيث كانت وفاته يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول من السنة الحادية عشرة للهجرة! ولابن عباس ﵄ موقف آخر مع عمر بحضور بعض الصحابة، قدّم فيه تأويلا لآية من القرآن، وليس مجرد تفسير لها. روي الإمام البخاري في كتاب التفسير من صحيحه عن عبيد بن عمير

(١) صحيح البخاري: ٦٥ كتاب التفسير: ١١٠ باب: إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ والْفَتْحُ. حديث رقم: ٤٩٦٧. (٢) فتح الباري: ٨/ ٧٣٦.

1 / 188