271

Tafsir Al-Uthaymeen: Ya-Sin

تفسير العثيمين: يس

Yayıncı

دار الثريا للنشر

Türler

الفوائد:
١ - من فوائد الآية الكريمة: بيان نعمة الله ﷾ علينا بتذليل هذه الأنعام، ولو استعصت علينا ما تمكنا من الانتفاع بها، ولهذا لما ند بعير من الإبل في عهد الرسول ﷺ أدركه رجل بسهم فقال النبي ﷺ: "إن لهذه الإبل أوابد كأوابد الوحش، فما ندّ منها فاصنعوا به هكذا" (^١)، فهذه البعير تمردت على أهلها ولم يدركوها إلا بالسهم.
٢ - ومن فوائد الآية الكريمة: بيان أن أفعال المخلوقات مخلوقة لله، لقوله: ﴿وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ﴾ لكنها مفعولة للفاعل مباشرة. فهي تنسب لله ﷿ تقديرًا وخلقًا، وتنسب إلى الفاعل كسبًا وعملًا، فهذه الإبل المذللة الذي ذللها هو الله، إذًا أفعالها صادرة بخلق الله ﷿. وهذا هو المذهب الصحيح في هذه المسألة، أي مسألة أفعال العباد هل هي مخلوقة لله، أو هي للعباد استقلالًا؟ والمسألة فيها ثلاثة مذاهب:
المذهب الأول: مذهب الجبرية، الذين يقولون: إن خلق الله ﷿ شامل لكل حركة في السماوات والأرض، وإن الإنسان مجبور على عمله ليس له فيه اختيار، بل الحركة الإرادية الاختيارية، كالحركة الإجبارية التي ليس له فيها إرادة.
ويقولون: إن أفعال الإنسان كحركة السعفة بالريح ليس

(^١) أخرجه البخاري، كتاب الذبائح والصيد، باب ما ند من البهائم فهو بمنزلة الوحش، (٥٥٠٩).

1 / 272