Tafsir Al-Uthaymeen: Ya-Sin
تفسير العثيمين: يس
Yayıncı
دار الثريا للنشر
Türler
وتأمله، وإذا تعدت بـ (إلى) فهي النظم بالعين تقول: (نظرت إليه)، ومنه قوله تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (٢٣)﴾ (^١) ﴿صَيْحَةً﴾ يعني يصاح بهم، وذلك بالنفخة الأولى في الصور؛ لأن هذه النفخة يكون لها صوت عظيم مزعج يفزع الخلائق، قال الله تعالى: ﴿وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ﴾ (^٢) فكل الخلائق تفزع إلا ما شاء الله ﷿، فيفزعون فزعًا شديدًا يؤدي إلى صعق إلى الموت وحينئذ تكون نفخة واحدة فيها فزع، وفيها صعقة ﴿تَأْخُذُهُمْ﴾ أي: تأخذهم كما يأخذ العدو عدوه بحيث لا تمهلهم ولا تنظرهم ﴿وَهُمْ يَخِصِّمُونَ﴾ قال المؤلف ﵀: [بالتشديد، أصله يختصمون نقلت حركة التاء إلى الخاء، وأدغمت في الصاد، أي: وهم غفلة عنها بتخاصم وتبايع، وأكل وشرب وغير ذلك، وفي قراءة (يَخْصِمون) كيضربون أي: يخصم بعضهم بعضًا].
القراءات التي ذكر المؤلف قراءتان فقط، يقول: بالتشديد أصله يختصمون، نقلت حركة التاء إلى الخاء، وحركة التاء هي الفتحة، وأدغمت التاء بالصاد فصارت على هذه القراءة (يَخْصِمُونَ)، والقراءة التي في المصحف ﴿وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (٤٩)﴾ بكسر الخاء، والقراءة الثالثة (يَخْصِمُونَ)، كيضربون، والقراءة الرابعة التي أشار إليها المحشي (^٣) هو أن تجعل الخاء لا مفتوحة
(^١) سورة القيامة، الآية: ٢٢ - ٢٣. (^٢) سورة النمل، الآية: ٨٧. (^٣) المحشي هو: الشيخ سليمان بن عمر العجيلي الشافعي الشهير بالجمل المتوفى سنة ١٢٠٤ هـ رحمه الله تعالى وحاشيته هي: (الفتوحات الإلهية بتوضيح تفسير الجلالين =
1 / 177