Tafsir Al-Uthaymeen: Surah Fussilat
تفسير العثيمين: فصلت
Yayıncı
مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
Baskı
الأولى
Yayın Yılı
١٤٣٧ هـ
Yayın Yeri
المملكة العربية السعودية
Türler
فالمُرادُ بأنَّه ليس لك عليهم سُلطانٌ، يعني: لا يُمكِنُ أن تَتَسلَّطَ عليهم فتُغوِيَهم.
يَقولُ المُفسِّرُ ﵀: [﴿إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ﴾ للقَولِ ﴿الْعَلِيمُ﴾ بالفعل]، هذه الجُملَةُ تَعليلِيَّةٌ؛ لقَولِه: (استَعِذ باللهِ)، يَعني: فإنَّك إذا استَعذت مِنه باللهِ سَمِعَك، وإنَّه عَليمٌ بكيفيَّةِ دَفعِ هذا الشَّيطانِ الَّذي نَزَغَك منه نَزْغٌ فهو سَميعٌ لقولك إذا استَعَذتَ به، عليم بما يَدفَعُ به عنك هذا الشَّيطانَ.
من فوائِدِ الآياتِ الكريمَةِ:
الْفَائِدَة الأُولَى: انتِفاءُ تَساوي الحَسناتِ بَعضِها ببَعضٍ، وانتِفاءُ تَساوي السَّيِّئاتِ بَعضِها ببَعضٍ، فيَترَتَّبُ على ذلك فائدَةٌ: أنَّ الحَسناتِ تَتَفاوتُ والسَّيِّئاتِ تَتفاوتُ، فمِن الحَسناتِ ما هو أُصولٌ في الإسلامِ كالأُصولِ الخَمسَةِ، ومنها ما هو دونَ ذلك، ومنه ما هو فَرائضُ ومنه ما هو نَوافلُ، كذلك في المُحرَّماتِ ما هو شِركٌ مُخرِجٌ عنِ المِلَّةِ وما هو شِركٌ دون ذلك، وكذلك يُقالُ في الكُفْرِ، منه ما هو فُسوقٌ ومنه ما هو دونَ ذلك، هذا إذا قُلنا: إنَّ المُرادَ أنَّ الحَسناتِ لا تَتَساوى والسَّيِّئاتِ لا تَتَساوى.
أمَّا إذا قلنا: لا تَستَوي الحَسنَةُ ولا السَّيِّئةُ فهي أنَّ الحَسَنَةَ والسَّيِّئةَ لا يَتساويانِ، فَيُفيدُ الحثَّ على فِعلِ الحَسناتِ في مُقابِلِ السَّيِّئاتِ، وليس الفائدَةُ أن يَعلَمَ أنَّ الحَسنَةَ لا تُساوي السَّيِّئةَ؛ لأنَّ هذا أمرٌ مَعلومٌ، ولا يُمكنُ في القُرآنِ ببَلاغتِه أن يَأتيَ بمِثلِ ذلك؛ لأنَّ هذا كقولكَ السَّماءُ فَوقَنا والأرضُ تَحتَنا، لكنَّ المُرادَ الحَثُّ على أن تُقابِلَ السَّيِّئةَ بحَسَنةٍ.
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: الإِرشادُ إلى مُدافَعَةِ السَّيِّئاتِ، يُؤخَذُ من قولِهِ: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾.
1 / 193