Tafsir Al-Uthaymeen: Juz' Amma
تفسير العثيمين: جزء عم
Yayıncı
دار الثريا للنشر والتوزيع
Baskı Numarası
الثانية
Yayın Yılı
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م
Yayın Yeri
الرياض
Türler
للغائب كراهية أن يخاطب النبي ﵌ بهذه الكلمات الغليظة الشديدة، ولأجل ألا يقع بمثل ذلك من يقع من هذه الأمة، والله ﷾ وصف كتابه العزيز بأنه بلسان عربي مبين، وهذا من بيانه، وفي الايات أيضًا دليل على جواز لقب الإنسان بوصفه مثل الأعمى والأعرج والأعمش، وقد كان العلماء يفعلون هذا، الأعرج عن أبي هريرة، الأعمش عن ابن مسعود ...
وهكذا، قال أهل العلم واللقب بالعيب إذا كان المقصود به تعيين الشخص فلا بأس به، وأما إذا كان المقصود به تعيير الشخص فإنه حرام؛ لأن الأول - إذا كان المقصود به تبيين الشخص - تدعو الحاجة إليه، والثانية - إذا كان المقصود به التعيير - فإنه لا يقصد به التبيين وإنما يقصد به الشماتة وقد جاء في الأثر «لا تظهر الشماتة في أخيك فيرحمه الله ويبتليك» (^١) .
﴿قُتِلَ الإِنسَنُ مَآ أَكْفَرَهُ * مِنْ أَىِّ شَىْءٍ خَلَقَهُ * مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ * ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ * ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنشَرَهُ * كَلَاّ لَمَّا يَقْضِ مَآ أَمَرَهُ * فَلْيَنظُرِ الإِنسَنُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَآءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الَاْرْضَ شَقًّا * فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا * وَحَدَآئِقَ غُلْبًا * وَفَكِهَةً وَأَبًّا * مَّتَعًا لَّكُمْ وَلَاِنْعَمِكُمْ﴾ .
﴿قتل الإنسان﴾ ﴿قتل﴾ قال بعض العلماء: إن معناها لعن، والذي يظهر أن معناها أُهلك؛ لأن القتل يكون به الهلاك وهو أسلوب تستعمله العرب في تقبيح ما كان عليه صاحبه
(^١) أخرجه الترمزي باب صفة القيامة باب لا تظهر الشماته لأخيك (٢٥٠٦) وقال حديث حسن قريب.
1 / 63