Tafsir Al-'Uthaymeen: Faatir
تفسير العثيمين: فاطر
Yayıncı
مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٣٦ هـ
Yayın Yeri
المملكة العربية السعودية
Türler
وإذا استعانَ بالله فإنَّه لا يُهْزَم، اللَّهُمَّ إلا لحِكْمَةٍ تكون مُقْتَرِنَةً بتلك القَضِيَّةِ المُعَيَّنَة فقد يكون.
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: إِثْباتُ العِزَّةِ لله ﷾؛ لِقَوْله تعالى: ﴿فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا﴾.
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: أنَّ العِزَّة لها كلٌّ وبَعْضٌ، وهذا مَأْخوذٌ من قَوْله تعالى: ﴿جَمِيعًا﴾ مِمَّا يَدُلُّ على أنَّ هناك كُلًّا وبَعْضًا، وذلك أنَّ العُلَماءَ ﵏ قَسَّمُوا العِزَّة التي اتَّصَف الله بها إلى ثلاثة أقْسامٍ: عِزَّة الإمْتِناعِ، وعِزَّة القَدْرِ، وعِزَّة القَهْر.
الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: إِثْباتُ عُلُوِّ الله، وهذا مَأْخوذٌ من قَوْلِه تعالى: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ﴾ لأنَّ الصُّعُودَ هو العُلُوُّ.
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: أنَّ الكَلِمَ غَيْرُ الطَّيِّبِ لا يَصْعَدُ إلى الله، لِقَوْله تعالى: ﴿الْكَلِمُ الطَّيِّبُ﴾ ويؤيِّدُ هذا قَوْلُ النَّبِيِّ ﷺ: "إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا" (^١).
الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: الإشارَةُ إلى انْقِسامِ الكَلَام؛ لِقَوْله تعالى: ﴿الطَّيِّبُ﴾ فإن هذا الوَصْفَ إخراجٌ لما سِواهُ، وقد تَقَدَّم: أنَّ الذي يقابِلُ الكَلِمَ الطَّيِّبَ نوعان من الكَلَام: الخَبيثُ، وما ليس بطَيِّبٍ ولا خَبيثٍ.
أمَّا الخبيثُ فمَرْدودٌ بكُلِّ حالٍ؛ لأنَّه خبيثٌ لِذَاتِهِ، وأمَّا ما ليس بطَيِّبٍ ولا خَبيثٍ، فقلنا: إن هذا القِسْمَ من الكَلَام قد يكون طيِّبًا لِغَيْره، وخبيثًا لغيره، وسالِمًا من الوَصْفين، فإذا كان طَيِّبًا لِغَيْره فإنَّه يَصْعَدُ إلى أعلى؛ لعموم قَوْله تعالى: ﴿الْكَلِمُ الطَّيِّبُ﴾.
(^١) أخرجه مسلم: كتاب الزكاة، باب قبول الصدقة من الكسب الطيب، رقم (١٠١٥) من حديث أبي هريرة ﵁.
1 / 92