78

Tafsir Al-Uthaymeen: Az-Zumar

تفسير العثيمين: الزمر

Yayıncı

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٣٦ هـ

Yayın Yeri

المملكة العربية السعودية

Türler

الآية (٨)
* قَالَ اللهُ ﷿: ﴿وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ﴾ [الزمر: ٨].
قوله تعالى: ﴿وَإِذَا مَسَّ﴾ أي: أصاب، و﴿الْإِنْسَانَ﴾ يقول المُفَسِّر ﵀: المراد به [الكافر] المراد به الكافر، وإنَّما جعل هذا العام خاصًّا لظاهر سياقِ الآية كما يتبَيَّن، وإلا فالأصل أنَّ الإنسانَ من ألفاظ العُمُوم، فـ (أل) فيه لاستغراق الجِنْس.
وعلامة (أل) التي لاسْتِغْراق الجِنْس أن يَحُلَّ مَحَلَّها (كُلٌّ) أي: كُلُّ إنسان، لكن المُفَسِّر ﵀ جعله عامًّا أريد به الخاصُّ لقرينة السِّياق، فإنَّ السِّياق يدلُّ على أنَّ المراد به الكافِرُ؛ لأنَّه لا يمكن أن يتأتَّى ما يدل عليه السِّياقُ من مؤمن.
قوله: ﴿وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ﴾ ضُرٌّ: نكِرَةٌ في سياق الشَّرْط فتكون عامَّةً، أيَّ ضُرٍّ يكونُ؛ في بدنه، في أهله، في ماله، عام، خاص؛ أي ضرٍ يكون يدخل في قوله: ﴿ضُرٌّ﴾.
قوله: ﴿دَعَا رَبَّهُ﴾ ولم يقل: دعا الله، ففي هذه الحال - أي في إصابة الضر - عرف ربَّه وأنه لا مَلْجَأَ منه إلا إليه، فيدعو ربَّه معتقدًا أنه ربُّه يَمْلِك ما شاء ويتصَرَّفُ فيما شاء.

1 / 82