Tafsir Al-Uthaymeen: Az-Zumar
تفسير العثيمين: الزمر
Yayıncı
مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٣٦ هـ
Yayın Yeri
المملكة العربية السعودية
Türler
وقوله ﵀: [﴿وَإِنْ تَشْكُرُوا﴾ اللهَ فَتُؤْمِنُوا]؛ يعني: فتؤمنوا الإيمانَ المُستَلْزِم للعَمَل الصَّالِح، لا مجرد الإيمان بالله ﷿؛ إذ الإيمانُ بالله لا يكون إيمانًا حقيقيًّا حتى يستلزم القَبولَ والإذعان؛ وكثيرٌ مِن العامَّة يظنون أنَّ الإيمان بالله: أنْ تؤمِنَ بوجود الله فقط، وهذا خطأٌ، بل الإيمان بالله هو: الإيمان المُسْتَلْزِمُ للقَبُول والإذعان؛ القَبُول لِما أمر به، وانشراح الصَّدْر به، والإذعان والانقياد التَّام، قال الله تعالى: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [النساء: ٦٥].
فعلى رأي مَن يقول: إنَّ الإيمانَ هو: الإيمانُ بوجود الله، يظنُّون اليهودَ والنصارى مؤمنين، وقد يُصرِّحونَ بهذا، يقول: النَّصراني مُؤْمِنٌ يؤمن بالله، وإذا مات له شَخْص قال: ﵀، واليهود كذلك!
ونقول: إنَّ هذا ليس هو الإيمانَ بالله، الإيمانُ بالله لا يَصِحُّ - وليس يتمُّ فقط - إلَّا بالقَبول والإذعان؛ فالقَبولُ لِمَا جاء به الوَحْيُ، والإذعانُ والانقياد التَّام.
وقوله تعالى: ﴿يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ قال المُفَسِّر ﵀ في التفسير: [﴿وَلَا تَزِرُ﴾ نَفْسٌ ﴿وَازِرَةٌ وِزْرَ﴾ نَفْسٍ ﴿أُخْرَى﴾ أي: لا تحمله] ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ﴾: (لا) نافية، و﴿وَازِرَةٌ﴾ فاعِلٌ، وهو نكرة في سياق النفي، فيَعُمُّ كلَّ وازِرٍ.
والوازرة: التي تتحَمَّل الإثم وتقوم به؛ وعلى هذا فمَن دونَ البُلُوغ ليس نَفْسًا وازِرَة؛ لأنَّها لا تتحمَّل الإثْمَ، ومَن كان بالغًا، ولم يَفْعَل الإثم فليس بوازِرٍ.
إذن: فالوازِرَة؛ يعني القابِلَة للوِزْر، وهي: النَّفْس المُكَلَّفَة، وإذا أردنا أن نقول: وازِرَة بالفِعْل، نقول: هي الفاعِلَة للإثم، فـ ﴿وَازِرَةٌ﴾ هنا تشمل الوازِرَة حُكمًا، وقد تشمل الوازِرَة فعلًا أيضًا.
1 / 69