91

Tafsir al-Uthaymeen: Az-Zukhruf

تفسير العثيمين: الزخرف

Yayıncı

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٣٦ هـ

Yayın Yeri

المملكة العربية السعودية

Türler

والنُّورُ يَخْلُقُ الخَيرَ، هذ عَقِيدَةُ المَجُوس، وفي ذَلِكَ يَقُولُ المُتنبِّي فِي مَمدُوحِهِ:
وكَمْ لِظَلَامِ اللَّيلِ عِنْدَكَ مِنْ يَدِ ... تُخَبِّرُ أَنَّ المَانَويَّةَ تَكْذِبُ (^١)
ظَلَامُ اللَّيلِ ظُلْمَةٌ، وَأنتَ أَيُّهَا المَمْدُوحُ لَكَ الْكَرَمُ فِي اللَّيلِ والنَّهارِ.
فقَولهم: ﴿لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ﴾ صَحِيحٌ لكِنْ لَيسَ حُجَّةً؛ ولهذَا قَال اللهُ ﷿: ﴿مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ﴾.
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: أن المُحتَجَّ بالقَدَرِ لَا عِلْمَ عِنْدَهُ. وكَيفَ لَا يَكُونُ عنْدَهُ عِلْمٌ، وهُوَ يَعْلَمُ أنّه إنَّمَا وقَعَ بمَشِيئَةِ اللهِ؟
فالجَوابُ: هُوَ إنَّما عُلِمَ بعْدَ الوُقُوعِ، لكِنْ قَبْلَ الوُقُوعِ لَا يُعلَمُ؛ إِذَنْ لَا حُجَّةَ لَهُ، لأَنَّ الحُجَّةَ دَلِيلٌ، والدَّلِيلُ لَا بُدَّ أَنْ يَسبِقَ المَدلُولَ، فعِلْمُهُم لَاحِقٌ، ولَيسَ بسَابِقٍ.
الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: أن قَولهمْ هَذَا مَبنيٌّ عَلَى الكَذِبِ، لقَوْلِهِ ﷿: ﴿إِنْ هُمْ إلا يَخْرُصُونَ﴾ أَي: يَكْذِبُونَ. ولَنَا أَنْ نَقُولَ: ﴿يَخْرُصُونَ﴾ بمَعْنَى يَظُنُّون، كَمَا قَال اللهُ ﷿ فِي آيَةٍ أُخْرَى ﴿إِنْ هُمْ إلا يَظُنُّونَ﴾ [الجاثية: ٢٤].
* * *

(^١) ديوان المتنبي (ص: ٤٦٦).

1 / 95