Tafsir al-Uthaymeen: Az-Zukhruf

Muhammad ibn al-Uthaymeen d. 1421 AH
62

Tafsir al-Uthaymeen: Az-Zukhruf

تفسير العثيمين: الزخرف

Yayıncı

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٣٦ هـ

Yayın Yeri

المملكة العربية السعودية

Türler

الآية (١١) * * * قَال اللهُ ﷿: ﴿وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ﴾ [الزخرف ١١]. * * * وقَوْلُه: ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا﴾ قِرَاءَتَانِ "مِهَادًا" وقَدْ جَاءَتْ فِي آيَةٍ أُخْرَى بهَذَا اللَّفْظِ، ﴿مَهْدًا﴾ وهِيَ بمَعْنَى (مِهَاد). قَولُهُ تعَالى: ﴿وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ﴾ أَي: أَنزَلَهُ شَيئًا فَشَيئًا، فتَجِدُ المَطَرَ ينزِلُ مِنَ السَّماءِ نُقَطًا، ولَوْ جَاءَ كأَفْواهِ القِرَبِ لأَفْسَدَ الأرْضَ وهدَمَ البِنَاءَ، ولكِنْ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ ﷿ أَنْ جعَلَهُ ينْزِلُ شَيئًا فشَيئا، ومَعَ ذَلِكَ تَسِيلُ مِنْهُ الأودِيَةُ وَهُوَ مِنْ نُقطَةٍ نُقطَةٍ، لكِنْ مَعَ كَثرَتِهِ تَسِيل بِهِ الشِّعابُ. وقَوْلُه: ﴿مِنَ السَّمَاءِ مَاءً﴾ السَّماءُ هُنَا المُرادُ بهَا العُلُوُّ، واعْلَمْ أن السَّماءَ يُطلَقُ عَلَى مَعنيَينِ: المعْنَى الأوَّل: العُلوُّ. والمعْنَى الثَّانِي: السَّقْفُ المحفُوظُ الَّذِي هُوَ السَّمواتُ السَّبعُ. فقَولُهُ ﷾: ﴿وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَينَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾ [البقرة: ١٦٤] المُرادُ بالسَّماءِ هُنَا السَّقفُ المحفُوظُ، وكذَلِكَ قَولُهُ ﷿: ﴿وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا﴾ [الأنبياء: ٣٢]؛ وأمَّا قَولُهُ: ﴿أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ﴾ [الأنعام: ٩٩] المُرادُ بِهِ العُلوُّ؛

1 / 66