268

Tafsir Al-Uthaymeen: Ash-Shura

تفسير العثيمين: الشورى

Yayıncı

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٣٧ هـ

Yayın Yeri

المملكة العربية السعودية

Türler

الآية (٣٦)
* * *
* قَالَ اللهُ ﷿: ﴿فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ [الشورى: ٣٦].
* * *
قوله: ﴿فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ قال المفسِّرُ ﵀: [﴿فَمَا أُوتِيتُمْ﴾ الخطابُ للمؤمنين وغيرِهِم، ﴿مِنْ شَيْءٍ﴾ من أثاثِ الدُّنْيا ﴿فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾].
قولُهُ: ﴿فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ﴾ (مَا) ليست نافيةً، لكنَّها زائدةٌ لعمومِ النَّهْيِ؛ أي: أيُّ شيءٍ أوتيتموه ﴿فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾.
وقولُهُ ﵀: [الخطابُ للمؤمنين وغيْرِهِم]، صحيحٌ؛ لأنَّ هذا يُخَاطَبُ به المؤمنُ والكافرُ، الكافرُ يتمتعُ بالدُّنْيا؛ ولكنهم يتمتعون كما تَتَمَتَّعُ ﴿الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ﴾ [محمَّدٍ: ١٢]، والمؤمنُ يَتَمَتَّعُ بالدُّنْيا ولكنَّه إذا قام بعملِ الآخرةِ صار نعيمُهُ في الدُّنْيا وفي الآخرةِ.
قَوْلُهُ: ﴿فَمَتَاعُ﴾ الفاءُ رابطةٌ لجوابِ الشَّرْطِ، وهو قولُهُ: ﴿فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ﴾؛ لأنَّ (ما) هنا شَرْطِيَّةٌ و﴿مِنْ شَيْءٍ﴾ بيانًا لها، وجملةُ ﴿فَمَتَاعُ﴾ هذه جوابُ الشَّرْطِ، وعلى هذا فنقولُ: إنَّ (مَتَاعَ) خبرٌ لمبتدأٍ محذوفٍ، والتَّقديرُ: فهو متاعٌ، قال المفسِّرُ ﵀: [﴿فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ يَتَمَتَّعُ فيها ثم يزولُ].

1 / 272