244

Tafsir Al-Uthaymeen: Ash-Shura

تفسير العثيمين: الشورى

Yayıncı

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٣٧ هـ

Yayın Yeri

المملكة العربية السعودية

Türler

وعلى كلِّ حالٍ: نحن لسنا مُكَلَّفِين إلا بما نَفْهَمُه من ظاهِرِ الآيةِ ولا نتجاوزُ ذلك.
فنقولُ: ظاهرُ الآيةِ الكريمةِ أن السَّمواتِ فيها دوابُّ كالأرضِ، وإذا سَأَلَنَا السائلُ: ما هذه الدوابُّ؟ قلنا: إما الملائكةُ أو غيرُها، اللهُ أعلمُ.
وقال بعضُ العلماءِ: ﴿وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ﴾ أي: في الأرضِ، كما في قولِهِ تعالى: ﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ﴾ [الرحمن: ١٩] إلى قولِهِ: ﴿يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ﴾ [الرحمنِ: ٢٢] وزعموا أن هذا لا يكونُ إلا في المالِحِ، والصوابُ: أن الآيةَ على ظاهِرِها في آيةِ الرحمنِ ﴿يَخْرُجُ مِنْهُمَا﴾ وأن البحريْنِ المالحَ والعذْبَ كلاهما يَخْرُجُ منه اللؤلؤُ والمَرْجانُ، وإن كان في أحدِهِما أكثرُ.
الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: تمامُ قدرةِ اللهِ ﷿ بجمْعِ هذه الدوابِّ ليوم الحسابِ؛ لقولِهِ: ﴿وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ﴾.
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: الرَّدُّ على أولئك المُنْكِرِينَ للبعْثِ الذين قالوا: ﴿ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [الجاثيةِ: ٢٥] المنكرون للبعثِ يقولون: إن كنتم صادقين هاتوا آباءَنا فيقالُ: إن اللهَ تعالى لم يشأْ ذلك، وسيشاؤه فيما بعدُ، وأنتم لم يقلْ لكم: إنكم مجموعون اليومَ، بل قيل: إن ﴿إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ (٤٩) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ﴾ [الواقعةِ: ٤٩ - ٥٠]. وأما تَحَدِّيهم بما لم يلتزمْه المتكلِّمُ فهذا ضائعٌ سُدًى.
الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: تمامُ قدرةِ اللهِ ﵎ بجمعِ هذه المخلوقاتِ، فإن قيل: هل في الآيةِ ما يَدُلُّ على تقييدِ القدرةِ بالمشيئةِ؟
فالجوابُ: لا؛ لأنَّ المُقَيَّدَ بالمشيئةِ ليس القدرةَ ولكن الجمْعَ، وبهذا نَعْرِفُ أن

1 / 248