لِتَحَقُّق الغلَبَةِ، وأنَّ هَذا أَمْرٌ لا بُدَّ أنْ يقَعَ وَلَوْ كَانُوا مغلُوبِينَ؛ لأَنَّهُ لو حُذِف قوُله ﷾: ﴿مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ﴾ فقال: (وهم سيغلبون) لقِيلَ: سَيَغْلِبُون، ولَوْ غُلِبُوا: لقَال البعْضُ: إِذَا كَانُوا قَدْ غُلِبوا فإنَّهُم لا يَغْلِبُون، فلَمّا قَال: ﴿مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ﴾ صَارَ فِي ذَلِك تأكيدٌ للْغَلَبَةِ، فصَارَ تأكِيدُ غَلَبَةِ هَؤُلاءِ مِنْ وُجوهٍ ثلاثَةٍ.