Tafsir al-Uthaymeen: An-Naml
تفسير العثيمين: النمل
Yayıncı
مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
Yayın Yeri
المملكة العربية السعودية
Türler
لو كَانَ معه ربٌّ آخرُ لم يكنِ اللهُ تَعَالَى ربًّا للعالمينَ، بل ربًّا لبعضِ العالمينَ، والله ﷾ ربُّ العالمينَ.
وقد ذكر اللهُ ﷾ أَنَّهُ لا يمكِن أنْ يَكُونَ مَعَ الله إلهٌ آخرُ عَقْلًا، فقال: ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا﴾ [الأنبياء: ٢٢]، ولم تَفْسُدا، فدلَّ عَلَى امتناعِ تَعَدُّدِ الآلهةِ، فامتناع فسادهما دلَّ عَلَى امتناع تَعَدُّدِ الآلهة. وقال تَعَالَى: ﴿مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾ [المؤمنون: ٩١]، وهَذَا أمرٌ لم يَكُنْ.
فإثبات وَحدانِيَّة الله ﷾ فِي رُبُوبيَّته معلوم، حَتَّى المشركون فِي عهد الرَّسُول ﷺ كانوا يُقِرُّونَ بوَحْدَانِيَّتِه فِي الرُّبُوبِيَّة.
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: ثناءُ اللهِ ﷾ عَلَى نفسِه، وأن ذلك من كماله؛ فَإِنَّهُ أثنى عَلَى نفسه بِقَوْلِهِ: ﴿وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ أثنى عَلَى نفسِهِ بنفيٍ وإثباتٍ؛ النفي: ﴿سُبْحَانَ اللَّهِ﴾ والإثبات: ﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
ومن هنا نعرِفُ أَنَّهُ لا يَتِمُّ كمال الأوصاف إِلَّا بهذينِ الأَمْرينِ، وهما: النفي والإثبات؛ لِأَنَّ إثبات الكمالات فقط لا يَدُلّ عَلَى نفي النقائصِ، ونفي النقائص فقطْ لا يَدُلّ عَلَى إثباتِ الكمالاتِ، وباجتماعهما يَحصُل الكمالُ المطلَق، ولهَذَا قَالُوا: لَا بُدَّ من تَخْلِيَةٍ وتَحْلِيَةٍ.
الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: أن جميع الخلق مَرْبُوبُونَ لله ﵎، يَتَصَرَّف فيهم بمُقتضى رُبُوبِيَّتِهِ؛ لِقَوْلِهِ: ﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ ولهَذَا حُكْمُ الرُّبُوبِيَّة ما أحد يَستطيع أن يخالفَه.
الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ: أن أرض الشام مُبارَكة؛ لِقَوْلِهِ: ﴿وَمَنْ حَوْلَهَا﴾.
1 / 61