Tafsir al-Uthaymeen: Al-Shu'ara

Muhammad ibn al-Uthaymeen d. 1421 AH
67

Tafsir al-Uthaymeen: Al-Shu'ara

تفسير العثيمين: الشعراء

Yayıncı

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٣٦ هـ

Yayın Yeri

المملكة العربية السعودية

Türler

الآية (٢٥) * * * * قالَ اللهُ ﷿: ﴿قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ﴾ [الشعراء: ٢٥]. * * * قَالَ المُفَسِّر ﵀: [﴿قَالَ﴾ فِرْعَوْن ﴿لِمَنْ حَوْلَهُ﴾ مِن أشرافِ قومِه: ﴿أَلَا تَسْتَمِعُونَ﴾ جَوابَه الَّذِي لم يُطابِقِ السُّؤالَ]، وهذا غريب! فالإسْتِفهامُ هنا للتهكُّم بلا شكّ، يعني: ألَا تَستمعونَ إِلَى هَذَا الَّذِي زَعَمَ أنّ ربَّ العالمَينَ ربُّ السماواتِ والأرضِ، والواقع - على حَسَب زَعْمِه - أنّ ربّ العالمينَ هُوَ فِرْعَوْن، فهو يَتَهَكَّم به، يقول: استمعوا إِلَى هَذَا يقول: إن ربَّ العالمينَ ربُّ السماواتِ والأرضِ وما بَينَهما. فيكون عَلَى هَذَا خاطئًا فِي تَهَكُّمِهِ، وقصدُه بهذا حقيقةً التهويلُ، وتحطيمُ مُوسَى ﵊، وبيانُ أنَّ ما جاء بِهِ لَيْسَ بصوابٍ، أمَّا عَلَى رأيِ المُفسِّر فجَوابُه لم يُطابِقِ السُّؤالَ، ولو كَانَ الأمرُ كذلك لكانَ فِرْعَوْن مُحِقًّا فِي اعتراضِهِ؛ لِأَنَّ كلَّ أحدٍ إذا عرفَ أن الْإِنْسَان أجابَ بغيرِ ما سُئل عنه فمَعْنى ذلك أَنَّهُ مُنْقَطِع عن الحُجَّة، وعاجزٌ عن دَفعها، فهذا من أبعد ما يكون. ونحن نقولُ للمؤلِّف ولغيرِ المُفسِّر ممَّن نَشَأَ عَلَى طريقته: إنّ جَوابَ مُوسَى ﴿رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا﴾ مطابِقٌ للسُّؤالِ، وإن فِرْعَوْنَ لم يسألْ عن حقيقةِ وكُنْهِ الخالِقِ أبدًا، ولا دارَ فِي فِكْرِهِ هذا، ولا يبالي بِهِ مِن أيِّ شيْءٍ هو. فلهذا نقول: إن الجَوابَ مطابِق للسُّؤالِ، و﴿أَلَا تَسْتَمِعُونَ﴾ الإسْتِفهامُ للتهكُّمِ؛

1 / 72