207

Tafsir al-Uthaymeen: Al-Shu'ara

تفسير العثيمين: الشعراء

Yayıncı

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٣٦ هـ

Yayın Yeri

المملكة العربية السعودية

Türler

الَّذينَ على السَّفِينَةِ، وكَأنِّي بهم يَطَّلِعُونَ إليهم من نوافذها، وهم يَعُومُونَ في هذا الماءِ ويَغْرَقُون، وهؤُلاءِ في مَنجاةٍ منه.
قوله تعالى: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ على رأي المُفَسِّر المُراد أكثر قوم نوح ﵇، ولكن الأصح: ﴿أَكْثَرُهُمْ﴾ أي: الَّذينَ بُعِثَ فيهم الرَّسُول ﵊.
قَوْلُهُ: ﴿وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ﴾، (ما) نافية، و(كَان) أصليَّة، فالعملُ لـ (كَان)؛ لأن الأَصْلَ عدمُ الزيادةِ، وإذا جعلتَ العمل لـ (مَا) لزِم أنْ تجعلَ (كَان) زائدةً، وإذا جعلتَ العملَ لـ (كَان) بقِيت (ما) نافيةً على ما هي عليه.
قَوْلهُ: ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ الجامع بين العزَّة الغالبة القاهِرة والرَّحمة البالغة، لكنه ﷾ لجِمعِهِ بينَ العزّ والرحمة صارتِ الرحمةُ تكون في مواضعها، والعزّ يكون في مواضعِهِ.
وأقسامُ العِزَّةِ الَّتي يَتَّصِفُ الله بها ثلاثةٌ: عِزَّة قَدْر، وعِزَّة قهْر، وعزة امتناعٍ.
وعزة القَدْر: هي أن الله ﷾ له القَدْر العالي، وهو الَّذي لا يُشْبِهُهُ أحدٌ منَ المخلوقاتِ؛ لأنه إذا صار عزيزَ القَدْر يَعْنِي أنَّ قَدْرَه لا نظيرَ له، مثل أن تقولَ: هذا عَزيزٌ، يَعْنِي: لا يوجدُ له مَثيلٌ.
وعِزَّة القَهْر: هي أنَّ اللهَ ﷾ قاهرٌ لمِن سواهُ منَ المخلوقاتِ، وغالبٌ له.
وعزةُ الإمتناعِ: هي أنه لا يُمْكِن لأحدِ المخلوقاتِ أن يَتوصَّل إليه، يَعْنِي: يَمْتَنِع عليه دون سوء أو نقص.

1 / 212