Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Kahf

Muhammad ibn al-Uthaymeen d. 1421 AH
89

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Kahf

تفسير العثيمين: الكهف

Yayıncı

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٣ هـ

Yayın Yeri

المملكة العربية السعودية

Türler

(بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا) أي بئس هذا البدل بدلًا لهم، وما هو البدل الخير؟ الجواب: أن يتخذوا الله وليًا لا الشيطان. وقوله: (بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ) يمكن أن نقول إنها بمعنى الكافرين لأنهم هم الذين اتخذوا الشيطان وذريته أولياء على وجه الإطلاق، ويمكن أن نقول إنها تعم الكافرين ومن كان ظُلمهم دون ظلم الكفر، فإن لهم من ولاية الشيطان بقدر ما أعرضوا به عن ولاية الرحمن. *** (مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا) (الكهف: ٥١) قوله تعالى: (مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) يعني أن هؤلاء الذين اتخذهم الناس أولياء من دون الله ليس لهم حق الكون وبالتدبير، فالله ﷿ ما أشهدهم خلق السموات والأرض؛ لأن السموات والأرض مخلوقتان قبل الشياطين. (وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ) يعني ما أشهدت بعضَهم خلق بعض. فكيف تتخذونهم أولياء وهم لا شاركوا في الخلق ولا خلقوا شيئًا بل ولا شاهدوه، وفي هذه الجملة دليل على أن كل من تكلم في شيء من أمر السموات والأرض، بدون دليل شرعي أو حسي فإنه لا يُقبل قوله، فلو قال: إن السموات تكونت من كذا والأرضُ تكونت من كذا وبعضهم يقول: الأرض قطعة من الشمس وما أشبه ذلك من الكلام الذي لا دليل على صحته. فإننا نقول له: إن الله ما أشهدك خلق السموات والأرض، ولن

1 / 93