114

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Kahf

تفسير العثيمين: الكهف

Yayıncı

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٣ هـ

Yayın Yeri

المملكة العربية السعودية

Türler

فهو زكي لأنه صغير ولا تكتب عليه السيئات. (بِغَيْرِ نَفْسٍ) يعني أنه لم يقتل أحدًا حتى تقتله، ولكن لو أنه قتل هل يُقتل أو لا؟ الجواب: في شريعتنا لا يقتل لأنه غير مُكلَّف ولا عَمْد له، على أنه يحتمل أن يكون هذا الغلام بالغًا وسمي بالغلام لقرب بلوغه وحينئذٍ يزول الإشكال. (لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا) هذه العبارة أشد من العبارة الأولى. في الأولى قال: (لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إمرا)، ولكن هنا قال: (نُكْرًا) أي منكرًا عظيمًا، والفرق بين هذا وهذا، أن خرق السفينة قد يكون به الغرق وقد لا يكون وهذا هو الذي حصل، لم تغرق السفينة، أما قتل النفس فهو منكر حادث ما فيه احتمال. فقال الخضر: *** (قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا) (الكهف: ٧٥) قوله تعالى: (أَلَمْ أَقُلْ لَكَ) هنا فيها لوم أشد على موسى، في الأولى قال: (أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ) وفي الثانية قال: (أَلَمْ أَقُلْ لَكَ) يعني كأنك لم تفهم ولن تفهم، ولذلك كان الناس يفرقون بين الجملتين، فلو أنك كلمت شخصًا بشيء وخالفك فتقول في الأول: "ألم أقل إنك"، وفي الثاني تقول: "ألم أقل لك" يعني أن الخطاب ورد عليك ورودًا لا خفاء فيه، ومع ذلك خالفت، فكان قول الخضر لموسى في الثانية أشد: (أَلَمْ أَقُلْ لَكَ)، فقال له موسى لما رأى أنه لا عذر له: ***

1 / 118