183

Tafsir al-Uthaymeen: Al-Imran

تفسير العثيمين: آل عمران

Yayıncı

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Baskı Numarası

الثالثة

Yayın Yılı

١٤٣٥ هـ

Yayın Yeri

المملكة العربية السعودية

Türler

وتَذْكُره، ولم يحضر لها، إن كانت ممن يحضر لها العمل السيئ.
والودُّ: خالص المحبة، أي: تحب محبة شديدة من كل قلبها، لو أن بينها وبينه أمدًا بعيدًا.
و﴿لَوْ﴾: مصدرية لأنها إذا وقعت بعد (ودَّ) تكون مصدرية، كما في قوله تعالى: ﴿وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ﴾ [القلم: ٩]، يعني: ودوا أن تدهن، وقوله: ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ﴾ [البقرة: ١٠٩]، أي: أن يردوكم.
و﴿لَوْ﴾ داخلة على فعل محذوف، تقديره: تود لو حصل أن بينها وبينه أمدًا بعيدًا. ويصح أن نقول ﴿لَوْ﴾ زائدة. والتقدير: تود أن بينها وبينه أمدًا بعيدًا.
وقوله تعالى: ﴿وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ﴾:
كرر ذلك لأن المقام يقتضيه، يقتضى التحذير؛ أي: احذر الله ﷿، احذر الله أن يصيبك بعقابه إذا عصيته وخالفت أمره.
والأول: يحذركم الله نفسه العمل في موالاة الكفار. والثاني: في الجزاء؛ لأنه ذكره بعد أن ذكر الجزاء الذي يكون يوم القيامة.
ثم قال: ﴿وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾:
فيها قراءتان: القراءة الأولى: رؤوف، والقراءة الثانية: رؤف بدون واو. والرؤوف: مفعول من الرأفة وهي أشد الرحمة، وأرق الرحمة؛ لأن الرأفة فيها شيء من الرقة واللين أكثر مما في الرحمة. وقوله: ﴿بِالْعِبَادِ﴾. جمع عبد، والمراد بهم: الخلق، فهو من العبودية العامة.
استشكل بعض العلماء إتيان قوله: ﴿وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾،

1 / 185