Tafsir Al-Uthaymeen: Al-An'am

Muhammad ibn al-Uthaymeen d. 1421 AH
97

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-An'am

تفسير العثيمين: الأنعام

Yayıncı

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Yayın Yeri

المملكة العربية السعودية

Türler

قوله: ﴿وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ﴾ ﴿وَأُوحِيَ﴾ أبهم الفاعل؛ لأنه معلوم، فالموحي هو الله ﷿. والوحي في اللغة العربية: هو الإعلام بسرعة وخفاء، أي: أن تُعلم صاحبك بسرعة فتعطيه كلمات يفهمها بسرعة وخفاء، لئلا يطلع عليها أحد، فأصل الوحي السر. لكنه في الاصطلاح: هو عبارة عن تكليم الله ﷿ بواسطة أو بغير واسطة، لأحد من عباده بشريعة يبلغها الناس، وسُمي بذلك؛ لأن الوحي خفي، تارة يكون في روع الرسول ﷺ، وتارة يكون بتكليم الله للرسول من وراء حجاب، وتارة يكون بإرسال رسول يرسله الله ﷿ فيوحي بإذنه ما يشاء. وقوله: ﴿الْقُرْآنُ﴾ مصدر؛ كالغفران والشكران، وهل هذا المصدر بمعنى اسم المفعول، أو بمعنى اسم الفاعل؟ فالمصدر قد يأتي بمعنى اسم الفاعل، ويأتي بمعنى اسم المفعول، تقول: هذا عدل رِضَى، أي: عادل راضٍ، وفي الحديث "من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد" (^١)، أي: مردود. وكلمة (القرآن) هنا مصدر يشمل المعنيين، فهو بمعنى اسم فاعل، أي: قارئ؛ لأنه جامعٌ آياته وكلماته وما يحتاج الناس إليه، وبمعنى مفعول، أي: مقروء، وكلا الوصفين ثابت للقرآن الكريم. قوله: ﴿لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ﴾ (اللام) هنا متعلقة بـ ﴿أُوحِيَ﴾، أي:

(^١) رواه البخاري، كتاب الصلح، باب: إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود (٢٦٩٧)، ومسلم، كتاب الأقضية، باب: نقض الأحكام الباطلة ورد محدثات الأمور (١٧١٨).

1 / 101