Tafsir al-Quran al-Thari al-Jami'

Muhammad al-Hilal d. Unknown
62

Tafsir al-Quran al-Thari al-Jami'

تفسير القرآن الثري الجامع

Türler

سورة البقرة [٢: ٥١] ﴿وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ﴾: ﴿وَإِذْ﴾: أي: واذكر، إذ: ظرفية زمانية، للماضي؛ أي: واذكر إذ واعدنا موسى، أو وذكر حين واعدنا، على وزن فاعلنا، وتشير إلى مشاركة (مفاعلة)، من طرفين؛ أي: الله سبحانه، وعد موسى، وموسى قبل الوعد. ﴿مُوسَى﴾: اسم أعجمي، أصله بالعبرانية موشا. مو: هو الماء، وشا: هو الشجر، وسمي بذلك؛ لأنّ موسى ﵇، التقط في مكان، فيه ماء، وشجر (اليم وقصر فرعون). هو موسى بن عمران، من ذرية يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ﵇ . ﴿وَاعَدْنَا مُوسَى﴾: بعد نجاة موسى، وقومه من آل فرعون، ومن الغرق، ووصلوا سيناء. ﴿وَاعَدْنَا﴾: جاءت بصيغة التعظيم، ﴿وَاعَدْنَا مُوسَى﴾: لاستلام التّوراة، والألواح، وضرب له ميقاتًا مكانًا جانب الطور الأيمن. وزمنًا ﴿أَرْبَعِينَ لَيْلَةً﴾: كان الوعد ثلاثين ليلة، ثم أتمها الحق سبحانه بعشر أخرى، كما قال تعالى في سورة الأعراف الآية (١٤٢): ﴿وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً﴾ ففي آية البقرة إجمال للزمن، وفي آية الأعراف تفصيل للزمن، وتفصيل لكثير من الأحداث التي لمت ببني إسرائيل. قال سبحانه: أربعين ليلة، ولم يقل نهارًا؛ لأنّ القمر، هو المعتمد عليه في تحديد الشهور. ﴿لَيْلَةً﴾: مؤنث ليل، من مغرب الشمس، إلى طلوع الفجر. واليوم في القرآن؛ يعني: النهار، وزمنه؛ من طلوع الفجر، إلى مغرب الشمس؛ أي: ما يعادل (١٢ ساعة)، وليس (٢٤ ساعة). ﴿أَرْبَعِينَ لَيْلَةً﴾؛ في قول أكثر المفسرين: كانت ثلاثين ليلة، من ذي القعدة، وعشر من ذي الحجة. ﴿ثُمَّ﴾: لمجرد الترتيب، في الذكر. ﴿اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ﴾: ﴿اتَّخَذْتُمُ﴾: صيرتم، أو حولتم العجل إلى إلهٍ؛ أي: العجل الذي صنعه لهم السامري، واتخذ من الأفعال الّتي تأخذ مفعولين؛ أي: اتخذتم العجل إلهًا، فالعجل؛ هو المفعول الأول، وأما المفعول الثّاني إلهًا، محذوف في جميع القرآن، وذلك تحقيرًا وتوبيخًا؛ لما فعلوه من قمة الفساد، فلا يستحق الذكر. ﴿مِنْ بَعْدِهِ﴾: من بعد ما جاء موسى لميقاتنا. ﴿وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ﴾: أنتم: ضمير منفصل، يفيد التّوكيد. ﴿ظَالِمُونَ﴾: من الظلم، وهو الشرك، ﴿وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ﴾: بإشراككم، باتخاذكم العجل، ﴿ظَالِمُونَ﴾: جملة اسمية، تدل على الثبوت، بثبوت صفة الظلم لهم، انظر إلى التفاصيل في سورتي الأعراف، آية (١٤٨)، وطه، آية (٨٧-٨٨).

1 / 58