Tafsir al-Quran al-Karim - Al-Luhaimid - From Al-Fatiha to Al-Nisa

Sulaiman bin Mohammed Al-Laheimid d. Unknown
101

Tafsir al-Quran al-Karim - Al-Luhaimid - From Al-Fatiha to Al-Nisa

تفسير القرآن الكريم - اللهيميد - من الفاتحة إلى النساء

Türler

• المراد بقوله (السماء) العلو، لأن المطر ينزل من السحاب. • هذا أيضًا من براهين البعث، فإحياء الأرض بعد موتها من أعظم الأدلة على البعث بعد الموت. كما أشار له هنا بقوله (وَأَنزَلَ مِنَ السمآء مَآءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثمرات رِزْقًا لَّكُمْ). وأوضحه في آيات كثيرة كقوله (َمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأرض خَاشِعَةً فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا المآء اهتزت وَرَبَتْ إِنَّ الذي أَحْيَاهَا لَمُحْىِ الموتى إِنَّهُ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، وقوله (وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا كَذَلِكَ الخروج)، يعني: خروجكم من قبوركم أحياء بعد أن كنتم عظامًا رميما. وقوله (وَيُحْيِي الأرض بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ)، وقوله تعالى (حتى إِذَآ أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ المآء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثمرات كذلك نُخْرِجُ الموتى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)، إلى غير ذلك من الآيات. (أضواء البيان). • قال القرطبي: ودلّت هذه الآية على أن الله تعالى أغنى الإنسان عن كل مخلوق؛ ولهذا قال ﵇ مشيرًا إلى هذا المعنى (والله لأنْ يأخذ أحدُكم حَبْلَه فَيَحْتطِبَ على ظهره خير له من أن يسأل أحدًا أعطاه أو منعه) أخرجه مسلم. ويدخل في معنى الاحتطاب جميع الأشغال من الصنائع وغيرها؛ فمن أحوج نفسه إلى بشر مثله بسبب الحرص والأمل والرغبة في زُخرف الدنيا فقد أخذ بطرف من جعل لله نِدًّا. (فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) الأنداد: جمع ند، وهو الكفء والنظير والمثيل، أي فلا تجعلوا لله أشباهًا ونظراء من المخلوقين فتعبدونهم كما تعبدون الله، وتحبونهم كما تحبونه، وهم مثلكم مخلوقون مرزوقون مدبرون، وأنتم تعلمون: أن الله ليس له شريك ولا نظير، لا في الخلق والرزق والتدبير، ولا في الألوهية والكمال. • في الآية تحريم اتخاذ الأنداد من دون الله، وهو أعظم ذنب يفعله الإنسان. قال تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ). وقال تعالى (وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ). وقال تعالى (وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ). وقال تعالى (قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ). وعن ابن مسعود. قال: سألت رسول الله ﷺ: أي الذنب أعظم؟ قال: (أن تجعل لله ندًا وهو خلقك) متفق عليه • قوله تعالى (فلا تجعلوا لله أندادًا) أن من أنعم بهذه النعم يستحق الشكر لا أن يجعل معه شريك ونظير.

1 / 101