89

Tefsir el-Nesefi

تفسير النسفي

Araştırmacı

يوسف علي بديوي

Yayıncı

دار الكلم الطيب

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

1419 AH

Yayın Yeri

بيروت

Türler

Tefsir
فقالوا سمعنا ولكن لا سماع طاعة ﴿وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ العجل﴾ أي تداخلهم حبه والحرص على عبادته كما يتداخل الصبغ الثوب وقوله في قلوبهم بيان لمكان الإشراب والمضاف وهو الحب محذوف ﴿بكفرهم﴾ سبب كفرهم واعتقادهم التشبيه ﴿قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُم بِهِ إيمانكم﴾ بالتوراة لأنه ليس في التوراة عبادة العجل وإضافة الأمر إلى إيمانهم تهكم وكذا إضافة الإيمان اليهم ﴿إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ تشكيك في إيمانهم وقدح في صحة دعواهم له
قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٩٤) ﴿قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدار الآخرة﴾ أي الجنة ﴿عند الله﴾ ظرف ولكم خبر كان ﴿خَالِصَةً﴾ حال من الدار الآخرة أي سالمة لكم ليس لأحد سواكم فيها حق إن صح قولكم لن يدخل الجنة إلا من كان هودًا ﴿مّن دُونِ الناس﴾ هو للجنس ﴿فَتَمَنَّوُاْ الموت إِن كُنْتُمْ صادقين﴾ فيما تقولون لأن من أيقن أنه من أهل الجنة اشتاق إليها تخلصًا من الدار ذات الشوائب كما نقل عن العشرة البقرة (٩٥ - ٩٧) المبشرين بالجنة أن كل واحد منهم كان يحب الموت ويحن إليه
وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (٩٥) ﴿وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا﴾ هو نصب على الظرف أي لن يتمنوه ما عاشوا ﴿بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ﴾ بما أسلفوا من الكفر بمحمد ﵇ وتحريف كتاب الله وغير ذلك وهو من المعجزات لأنه إخبار بالغيب وكان كما أخبر به كقوله ولن تفعلوا ولن تمنوه لنقل ذلك كما نقل سائر الحوادث ﴿والله عَلِيمٌ بالظالمين﴾ تهديد لهم

1 / 111