Tafsir Al-Haddad Mistakenly Printed as Al-Tafsir Al-Kabir by Al-Tabarani
تفسير الحداد المطبوع خطأ باسم التفسير الكبير للطبراني
Soruşturmacı
هشام بن عبد الكريم البدراني الموصلي
Yayıncı
دار الكتاب الثقافي الأردن
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
٢٠٠٨ م
Yayın Yeri
إربد
Türler
قوله تعالى: ﴿(وَيَمُدُّهُمْ فِي)﴾ أي يمهلهم ويتركهم في ضلالتهم يتحيّرون؛ يقال:
مدّ في الشّرّ؛ ويمدّ في الخير؛ وقال يونس: (المدّ التّرك؛ والإمداد في معنى الإعطاء).
وقيل: مدّه وأمدّه بمعنى واحد. وقال الأخفش: ﴿(وَيَمُدُّهُمْ)﴾ أي يمدّ لهم؛ فحذف اللاّم).والطغيان: مجاوزة الحدّ؛ يقال: طغى الماء إذا جاوز حدّه؛ وقيل لفرعون: ﴿إِنَّهُ طَغى﴾ (^١) أي أسرف في الدعوى حيث قال: ﴿أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى﴾ (^٢).
وقرأ ابن محيصن: «(ويمدّهم)» بضم الياء وكسر الميم؛ وهما لغتان. إلا أن المدّ أكثر ما يجيء في الشرّ، قال الله تعالى: ﴿وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا﴾ (^٣)،والإمداد في الخير قال الله تعالى: ﴿وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ﴾ (^٤)،وقال تعالى: ﴿أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ﴾ (^٥).وقيل: معنى ﴿(اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ)﴾ أي يوبخهم ويعيبهم ويجهّلهم. وقيل: معناه: الله يظهر المؤمنين على نفاقهم.
وقال ابن عبّاس: (هو أن يطلع الله المؤمنين يوم القيامة وهم في الجنّة على المنافقين وهم في النّار، فيقولون لهم: أتحبّون أن تدخلوا الجنّة؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم باب إلى الجنّة ويقال لهم: ادخلوا، فيأتون يتقلّبون في النّار، فإذا انتهوا إلى الباب سدّ عليهم وردّوا إلى النّار؛ ويضحك المؤمنون منهم. فذلك قوله تعالى:
﴿إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ. وَإِذا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغامَزُونَ. وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ. وَإِذا رَأَوْهُمْ قالُوا إِنَّ هؤُلاءِ لَضالُّونَ. وَما أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حافِظِينَ. فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفّارِ يَضْحَكُونَ﴾) (^٦).
وعن رسول الله ﷺ أنه قال: [يؤمر بناس من المنافقين إلى الجنّة حتّى إذا دنوا منها ووجدوا رائحتها ونظروا إلى ما أعدّ الله لأهلها من الكرامة، نودوا أن اصرفوهم عنها؛ فيرجعون بحسرة وندامة لم ترجع الخلائق بمثلها؛ فيقولون: يا ربّنا لو أدخلتنا النّار قبل أن ترينا ما أريتنا كان أهون علينا؟ فيقول الله تعالى: هذا الّذي أردت بكم؛ هبتم النّاس ولم تهابوني؛ أجللتم النّاس ولم تجلّوني؛ كنتم تراءون
(^١) طه ٢٤/.
(^٢) النازعات ٢٤/.
(^٣) مريم ٧٩/.
(^٤) نوح ١٢/.
(^٥) المؤمنون ٥٥/.
(^٦) المطففين ٢٩/-٣٤.
1 / 134