120

Tafsir Ahmed Hateeba

تفسير أحمد حطيبة

Türler

بيان أن من الأدب عدم نسبة الشر إلى الله قال الله ﵎: ﴿وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ﴾ [الأنبياء:٨٣]. وهذا فيه غاية الأدب، فهو لم يقل: مسستني بضر، أو أنزلت بي الضر، والله ﷿ هو الذي يخلق الخير والسقم والبلاء. والله ﷾ ينزل على عبده ما يشاء سبحانه، ولكن من الأدب مع الله أن ينسب العبد النعمة والخير إليه سبحانه، وهو الفاعل لكل شيء سبحانه، فيقول كما قال النبي ﷺ: (الخير بيديك، والشر ليس إليك) فالخير من عند الله سبحانه، وهو الذي خلق الخير وغيره، ولكن الأدب مع الله سبحانه أن ينسب العبد البلاء إلى نفسه، كما قال إبراهيم: ﴿الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ﴾ [الشعراء:٧٨ - ٨٠] وهو الذي أمرضه، ولكنه تأدب مع الله ﷾، فقال: ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ﴾ [الشعراء:٨٠] فلم ينسبه إلى الله، وإن كان الله ﷿ هو الذي يشفيه، وهو الذي يمرضه ﷾. وهنا سيدنا أيوب ﵊ قال: ﴿أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ﴾ [الأنبياء:٨٣] وهذه قراءة الجمهور. وقرأها حمزة: (أني مسنيْ الضر وأنت أرحم الراحمين). فبعد ثماني عشرة سنة طلب من ربه سبحانه أن يكشف عنه البلاء. مما جاء في الآثار: أن أصحاب أيوب ﵊ جاءوا إليه فقالوا له: ذلك أنك أذنبت ذنبًا لا يعلمه إلا الله ﷿، قال: فكان أشد ما كان عليه سوء الظن، فسجد لله ﷿ ونادى ربه وقال: ﴿أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ [الأنبياء:٨٣] فكشف الله ﷿ عنه ذلك.

11 / 8