167

أقول: بعد نفي احتمال الخطأ في كتابة التاريخ بما ذكرنا سابقا، يرد على ما ذكر: أن الأمر الأول مدفوع بأن الإختلاف بين خط النسخة والخطوط المنسوبة الى ياقوت ليس كبيرا، بل هناك شبه كبير بينهما، وقد جاء في كتاب «الخط العربي الإسلامي [1] نموذج من خط ياقوت وهو نسخة من «ديوان شعر الحادرة» وخطه يطابق خط النسخة تماما.

وأما ما يلاحظ من الفرق بينها وبين النماذج القرآنية، فلعله ناشئ من أن ياقوتا كان يولي اهتماما أكبر بكتابة المصحف الشريف، كما هو المتوقع، وكما هو ديدن الخطاطين وقد شاهدنا منهم عدة، فإنهم يحاولون وضع أكبر قدراتهم وأحسن ما يملكون من ذوق وفن في ما يكتبون من المصاحف، وأما غيرها من المؤلفات فلا يبذلون فيها كل ما لديهم من ذلك.

وأما الأمر الثاني، فهو وإن كان ملاحظة فنية دقيقة، إلا أن مجرد وجود مزورين على ياقوت وغيره من الخطاطين لا يوجب نفي نسبة ما يمكن انتسابه اليه فنيا وتاريخيا، وقد رأيت النسخة نفسها، فوجدتها تزدان بالروعة والجمال والفن وعليها آثار القدم، كما أن بعض الخبراء اعترفوا بنفاسة الخط ولم يستبعدوا كونها أصلية وغير مزورة.

3- الاحتمال الثالث: أن كاتب النسخة هو ياقوت المستعصمي، [2] وأن تاريخها هو سنة (706).

أما الأول: فلأنه هو المثبت في آخر النسخة، ولا يعارضه إلا أن بعض المترجمين ذكر وفاة ياقوت في سنة (689).

Sayfa 176