192

Kur'an Tefsiri

تفسير القرآن

Araştırmacı

محمد باسل عيون السود

Yayıncı

منشورات محمد علي بيضون / دارالكتب العلمية

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٣ هـ

Yayın Yeri

بيروت

Türler

Tefsir
وبينه قرابة، والعقبة الأخرى: المعرفة لا يقدر العارف عليها إلا بحول الله وقوته على عتق رقبة نفسه عن الهوى، [سورة البلد (٩٠): الآيات ١٤ الى ١٥] أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (١٤) يَتِيمًا ذا مَقْرَبَةٍ (١٥) أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ [١٤] ضرورة الإيمان قوامًا، لا ظلمًا وطغيانًا بلذة نفس الطبع. يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ [١٥] فاليتيم هاهنا القلب، طعامه الوفاء، والمسكين العارف المتحير، فطعامه ألطافه ذا مقربة عند الله وعند الخلق ذَا مَتْرَبَةٍ [١٦] . [سورة البلد (٩٠): الآيات ١٧ الى ١٨] ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (١٧) أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ (١٨) قوله تعالى: وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ [١٧] قال: يعني بالصبر على أمر الله، والتراحم بين الخلق. وقد سئل رسول الله ﷺ ما الإسلام؟ فقال: «الصبر والسماح. فقيل: ما الإيمان؟ فقال: طيب الكلام وإطعام الطعام» «١» . قال سهل: وأطيب الكلام ذكر الله تعالى. أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ [١٨] قال: يعني الميامنين على أنفسهم من أهوال ذلك اليوم، لا يحسون بدونه، كما كانوا في الدنيا حياة بحياة، وأزلية بأزلية، وسرًا بسر. والله ﷾ أعلم. السورة التي يذكر فيها الشمس [سورة الشمس (٩١): الآيات ٣ الى ٤] وَالنَّهارِ إِذا جَلاَّها (٣) وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها (٤) قوله تعالى: وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها [٣] قال: يعني نور الإيمان يجلي ظلمة الجهل، ويطفئ لهيب النار. وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها [٤] قال: يعني الذنوب والإصرار عليها يغشى نور الإيمان، فلا يشرق في القلب، ولا يظهر أثره على الصفات، كما قال النبي ﷺ: «إن الهوى والشهوة يغلبان العلم والعقل» «٢» والبيان، لسابق القدرة من الله ﷿. [سورة الشمس (٩١): الآيات ٩ الى ١٠] قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها (٩) وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها (١٠) قوله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها [٩] قال: أفلح من رزق النظر في أمر معاده. وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها [١٠] قال: خسرت نفس أغواها الله ﷿، فلم تنظر في أمر معاده. والله ﷾ أعلم.

(١) في اعتقاد أهل السنة ٤/ ٨٤٦: (قيل للحسن: ما الإيمان؟ قال: الصبر والسماح. قال: الصبر عن محارم الله، بفرائض الله) . (٢) تقدم الحديث في تفسير سورة البقرة، والآية (٢٦) من سورة ص، وهو من قول الحارث بن أسد في الحلية ١٠/ ٨٨.

1 / 195