Kur'an Tefsiri
تفسير القرآن
Araştırmacı
محمد باسل عيون السود
Yayıncı
منشورات محمد علي بيضون / دارالكتب العلمية
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٢٣ هـ
Yayın Yeri
بيروت
Türler
Tefsir
[سورة القصص (٢٨): آية ٧٦]
إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قالَ لَهُ قَوْمُهُ لاَ تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (٧٦)
قوله: لاَ تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْفَرِحِينَ [٧٦] قال: من فرح بغير مفروح استجلب حزنًا لا انقطاع له، وليس للمؤمن راحة دون لقاء الحق جل وعز. وحكي عن الأعمش «١» قال:
كنا نشهد جنازة فلا ندري من نعزي من حزن القوم «٢» .
[سورة القصص (٢٨): آية ٧٨]
قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلا يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (٧٨)
قوله تعالى: إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ عِنْدِي [٧٨] قال: ما نظر إلى نفسه أحد فأفلح، ولا ادعى لنفسه حالًا فتم له.
والسعيد من الخلق من صرف بصره عن أحواله، وأفعاله سبيل الفضل والإفضال، ورؤية منة الله في جميع الأفعال والشقي من زين نفسه وأحواله وأفعاله حتى افتخر بها، وادعى ذلك لنفسه، فشؤمه يهلكه يومًا ما وإن لم يهلكه في الوقت، ألا ترى الله كيف حكى عن قارون بقوله: إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ عِنْدِي [٧٨] يعني الفضل، وهو أنه كان أقرأهم للتوراة «٣»، فادعى لنفسه فضلًا، فخسف الله به الأرض ظاهرًا، وكم قد خسف بالأشرار وصاحبها لا يشعر بذلك، وخسف الأشرار هو منع العصمة، والرد إلى الحول والقوة بإطلاق اللسان في الدعاوي العريضة، والعمى عن رؤية الفضل، والقعود عن القيام بالشكر على ما أعطي، فحينئذ يكون وقت الزوال.
_________
(١) الأعمش: سليمان بن مهران الأسدي (٦١- ١٤٨ هـ): تابعي. نشأ في الكوفة، وتوفي فيها. كان عالما بالقرآن والحديث والفرائض. (تاريخ بغداد ٩/ ٣) .
(٢) الحلية ٥/ ٥٠ وكتاب الزهد لابن أبي عاصم ٣٦٥. [.....]
(٣) تفسير القرطبي ١٣/ ٣١٥، وقيل أيضا إن معنى الآية: (إنّ الله تعالى إنما أعطاني هذا المال لعلمه بأني أستحقه ولمحبته لي)، انظر تفسير القرطبي وتفسير ابن كثير ٣/ ٤١٠.
1 / 119