205
قوله : { وإذا تولى } [ أي : فارقك ] { سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد } ذكروا أن رجلا من بني تميم سأل ابن عباس عن قوله : { ويهلك الحرث والنسل } فقال : نسل كل دابة .
وتفسير الكلبي : إنها نزلت في الأخنس بن شريق الثقفي . وإنما سمي الأخنس لأنه خنس يوم بدر . وكان شديد الخصام . فأما إهلاكه الحرث والنسل فإنه قطع الرحم التي بينه وبين ثقيف؛ أتاهم ليلا فأهلك مواشيهم ، وأحرق حروثهم ، وقطع الرحم . وكان سيء السريرة سيء العلانية .
وقال بعضهم : إذا تولى : إذا ولي عمل بالظلم والعدا فأمسك الله المطر ، فأهلك الحرث والنسل . وهذا شبيه بقول ابن عباس : نسل كل دابة .
قوله : { وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم } أي فكفاه جهنم . { ولبئس المهاد } وهو كقوله : { لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش } [ الأعراف : 41 ] ومثل قوله : { لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل } . والمهاد والفراش واحد .
وذكر بعضهم قال : { وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم } يقول : إني لأزداد بهذا عند الله قربة .
Sayfa 93