92
قوله : { ولقد جاءكم موسى بالبينات } يعني أوليهم { ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون } قد فسرنا أمر العجل قبل هذا الموضع .
قوله : { وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما ءاتيناكم بقوة } وقد فسرناه قبل هذا الموضع .
قوله : { واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا } سمعنا ما تقول ، وعصينا أمرك . { وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم } . قال الحسن : ليس كلهم تاب وقبل ذلك : فمن لم يتب فهم الذين بقي حب العجل في قلوبهم ، وهم الذين قال الله فيهم : { إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا . . . } [ الأعراف : 152 ] .
قوله : { قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين } . أي لو كان الإيمان في قلوبكم لحجزكم عن عبادة العجل . يقول : بيسما يأمركم به إيمانكم أن تعبدوا العجل . وهو مثل قوله : { وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية } [ الأنفال : 35 ] وأشباه ذلك يقول : إن كنتم مومنين فإن إيمانكم لا يأمركم بعبادة العجل . ثم رجع إليهم لقولهم : { لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى } [ البقرة : 111 ] ، ولقولهم : { لن تمسنا النار إلا أياما معدودة } [ البقرة : 80 ] . فقال :
{ قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين } أي أنكم من أهل الجنة حتى تدخلوا الجنة بزعمكم . قال : { ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم } أي : بما أسلفوا من الأعمال الخبيثة ، لأنهم يعلمون أنهم معذبون ، يعني به الخاصة الذين جحدوا وكفروا حسدا وبغيا من بعد ما تبين لهم . { والله عليم بالظالمين } .
Sayfa 41