374

98

قوله : { وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة } يعني آدم { فمستقر ومستودع } وهي تقرأ على وجهين : فمستقر ومستودع ، فمستقر ومستودع { قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون } أي عن الله فيؤمنون .

ذكروا عن ابن عباس أنه كان يقرأها ( فمستقر ومستودع ) فالمستقر : الرحم ، والمستودع الصلب . وكان الحسن يقرأها فمستقر [ بكسر القاف ] ومستودع؛ أي مستقر من أجله من يوم يولد إلى يوم يموت ، ومستودع في قبره من يوم يوضع فيه إلى يوم يبعث .

وبيان قول ابن عباس : المستقر الرحم في هذه الآية الأخرى : { ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى } [ الحج : 5 ] . وبيان قول الحسن : فمستقر في أجله من يوم يولد إلى يوم يموت في هذه الآية الأخرى : { ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين } [ الأعراف : 24 ] أي إلى الموت . وتفسير الحسن أن المستقر هو المخلوق .

قوله : { وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء } أي من النبات الذي ينبت . { فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا } أي يركب بعضه بعضا ، والحب : الزرع { ومن النخل من طلعها قنوان دانية } والقنوان العذوق . والدانية في تفسير الحسن : قريب بعضها من بعض ، وفي تفسير الكلبي قريبة من الأرض . وقال بعضهم : قنوان دانية : عذوق متهدلة .

وقوله : { وجنات من أعناب } يعني العنب { والزيتون والرمان } يقول : وأخرجنا الزيتون والرمان { مشتبها وغير متشابه } يقول مشتبها في طعمه ولونه ، وغير متشابه . وقال الكلبي : مشتبها في المنظر مختلفا في الطعم . وقال بعضهم : مشتبها ورقه مختلفا ثمره ، ألا تراه يقول : { انظروا إلى ثمره إذا أثمر } يعني حين يكون غضا { وينعه } أي ونضجه في تفسير الحسن وغيره .

قال : { إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون } . قال الحسن : فالذي أخرج من هذا الماء هذا النبات وهذا الخضر وهذه الجنات وهذه الأعناب قادر على أن يحيي الموتى .

Sayfa 374