331

97

قوله : { جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس } . ذكروا عن الحسن قال : ما يزال الناس على دين ما حجوا البيت واستلموه . ذكروا عن ابن عباس أنه قال لو تركوا هذا البيت عاما واحدا ما مطروا .

قوله : { والشهر الحرام } الأشهر الحرم الأربعة دائم تحريمها إلى يوم القيامة .

قوله : { والهدي والقلائد ذلك لتعلموا أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض وأن الله بكل شيء عليم } .

قال بعضهم : كانت هذه في الجاهلية حواجز . قال : كان الرجل لو جر كل جريرة ثم لجأ إلى الحرم لم يتناول . وكان الرجل لو لقي قاتل أبيه في الشهر الحرام لم يمسه . وكان الرجل لو لقي الهدي مقلدا وهو يأكل العصب من الجوع لم يسمه . وكان الرجل إذا أراد البيت الحرام تقلد قلادة من شعر حتى يبلغ مكة . وإذا أراد أن يصدر من مكة تقلد قلادة من لحاء السمر أو من الإذخر فتمنعه حتى يأتي أهله .

ذكروا عن ابن عباس أن رسول الله A قلد هديه نعلين . وقد فسرنا أمر القلائد قبل هذا الموضع . ذكروا عن عائشة بنت سعد أن أباها كان يقلد هديه نعلا .

قوله : { إعلموا أن الله شديد العقاب } أي لمن أراد أن ينتقم منه { وأن الله غفور رحيم } . قوله : { ما على الرسول إلا البلاغ } كقوله : { وإن تولوا فإنما عليك البلاغ } [ آل عمران : 20 ] ثم قال : { والله يعلم ما تبدون وما تكتمون } .

قوله : { قل لا يستوي الخبيث والطيب } يعني الحلال والحرام { ولو أعجبك كثرة الخبيث } أي كثرة الحرام { فاتقوا الله يا أولي الألباب } يا ذوي العقول { لعلكم تفلحون } . أي لكي تفلحوا .

قوله : { يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم عفا الله عنها والله غفور حليم } .

قال الحسن : سألوا رسول الله A فأكثروا حتى غضب غضبا شديدا . وسألوه عن أمور الجاهلية التي قد عفا الله عنها ، قال : « سلوني ، فوالذي نفسي بيده لا تسألوني عن شيء إلا أنبأتكم به إلى يوم القيامة » ، حتى أتى رجل فقال يا رسول الله من أبي؟ فقال : « أبوك حذافة » ذكروا عن أنس بن مالك أن ابن حذافة بن قيس هو الذي سأله : من أبي ، فقال : أبوك حذافة . قال الحسن : فأتاه رجل فقال : أين أنا يا رسول الله فقال : « أنت في النار » .

فلما رأى عمر بن الخطاب الجواب قام فقال : أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله ، رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا ، وبمحمد رسولا ، ونعوذ بالله من شر عاقبة الأمور . فأنزل الله : { يا أيها الذين ءامنوا لا تسألوا عن أشياء } . . . إلى آخر الآية .

ذكروا عن سلمان الفارسي أنه قال : ما أحل الله فهو حلال ، وما حرم الله فهو حرام ، وما سكت عنه فقد عفا عنه . قال الحسن : ثم قال الله :

Sayfa 331