308

Tefsir

تفسير الإمام العسكري (ع)

Araştırmacı

مدرسة الإمام المهدي (ع)

Baskı Numarası

الأولى محققة

Yayın Yılı

ربيع الأول 1409

فكففت عنه، وقلت: أنا مار بك عليه، فان عرفك بالتشيع أطلقت عنك، وإلا قطعت يدك ورجلك، بعد أن أجلدك ألف سوط. وقد جئتك [به] يا بن رسول الله فهل هو من شيعة علي عليه السلام كما ادعى؟

فقال الحسن بن علي عليهما السلام: معاذ الله، ما هذا من شيعة علي عليه السلام، وإنما ابتلاه الله في يدك، لاعتقاده في نفسه أنه من شيعة علي عليه السلام فقال الوالي: الآن كفيتني مؤونته، الآن (1) أضربه خمسمائة [ضربة] لا حرج علي فيها.

فلما نحاه بعيدا، قال: ابطحوه، فبطحوه وأقام عليه جلادين، واحدا عن يمينه، وآخر عن شماله، وقال: أوجعاه. فأهويا إليه بعصيهما (2) فكانا لا يصيبان استه شيئا إنما يصيبان الأرض. فضجر من ذلك، وقال: ويلكما تضربان الأرض؟ اضربا استه.

[فذهبا يضربان استه] فعدلت أيديهما (3) فجعلا يضرب بعضهما بعضا ويصيح ويتأوه.

فقال: ويحكما، أمجنونان أنتما يضرب بعضكما بعضا؟! اضربا الرجل.

فقالا: ما نضرب إلا الرجل، وما نقصد سواه، ولكن تعدل أيدينا حتى يضرب بعضنا بعضا.

قال: فقال: يا فلان ويا فلان حتى دعا أربعة وصاروا مع الأولين ستة، وقال: أحيطوا به، فأحاطوا به، فكان يعدل بأيديهم، وترفع عصيهم إلى فوق، فكانت لا تقع إلا بالوالي فسقط عن دابته، وقال: قتلتموني، قتلكم الله، ما هذا؟!

فقالوا: ما ضربنا إلا إياه!

ثم قال لغيرهم: تعالوا فاضربوا هذا. فجاؤوا، فضربوه بعد فقال: ويلكم إياي تضربون؟!

فقالوا: لا والله، ما (4) نضرب إلا الرجل!

Sayfa 317